جاء خبر القبض على رجل الأعمال ومالك جريدة “المصري اليوم” صلاح دياب صادمًا للعديد من السياسيين ورجال الأعمال، فقد أثار القبض على دياب الكثير من ردود الأفعال، كما تسبب في تراجع ملحوظ في مؤشرات البورصة اليوم.

خسائر كبيرة بالبورصة

وتراجع أداء البورصة المصرية بشكل ملحوظ في مستهلِّ تعاملاتها، اليوم الأحد، أولى جلسات الأسبوع، وهوت مؤشراتها للمنطقة الحمراء بمرور العشرين دقيقة الأولى من التعاملات، بعد إعلان القبض على رجل الأعمال صلاح دياب.

وتراجع المؤشر الرئيسي للبورصة «EGX 30» بنسبة 1.38% وهبط لمستوى 7437 نقطة، مقابل 7542 نقطة بداية الجلسة.

كما تراجع مؤشر الأوزان «EGX 50 EWI» لأنشطة 50 شركة مقيدة بالسوق من ناحية قيمة التداول بنسبة 1.99%، وهبط لمستوى 1247 نقطة.

وفي السياق ذاته تراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «EGX 70» بنسبة 1.53%، وهبط لمستوى 391 نقطة، فيما هوى مؤشر «EGX 100» الأوسع نطاقًا، بمقدار 1.26% مسجلًا 841 نقطة.

دلالة على الإشكالية بين السيسي ورجال الأعمال

وفي المقابل أثار الخبر تعليقات الكثير من النشطاء والسياسيين، فمن جانبه قال أحمد رامي القيادي بحزب الحرية والعدالة، إن القبض على دياب خطوة جديدة طبيعية في الانقلاب.

وأضاف في تصريح خاص لرصد أن كل انقلاب يأكل أبناءه، وصلاح دياب كان من أكثر الداعمين لـ30 يونيو، وأن ما وصفه بالانقلاب أصبح عاريًا من أي ظهير سياسي، وفقد كل حلفائه بل وتعرض بعضهم للقمع.

وأشار رامي إلى أن القبض على دياب يعطي دلالة على حجم الإشكالية بينه وبين رجال الأعمال، الذين كانوا حجر الزاوية في 30 يونيو.

وأكد رامي أنه ما زالت تتوالى التصدعات في جبهة 30 يونيو، فقد فقدوا الزخم الشعبي وهذا ظهر في الانتخابات، وأن الصراع مع الإعلام لم يبدأ بعد ولكنه حتمي.

علامة استفهام

وقال الإعلامي والحقوقي، هيثم أبو خليل، إن هناك علامات استفهام حول القبض على رجل الأعمال صلاح دياب، ونشر صوره بالكلابشات.

وأضاف “أبوخليل” في تغريدة له علي موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “القبض علي صلاح دياب ونجله منذ قليل ونشر صوره بالكلابشات وهو مؤسس المصري اليوم وصاحب محلات لابوار عليه علامة استفهام!”.

دياب أقوى من الدولة المصرية

وأضاف نائل الشافعي، مدير الموسوعة الإلكترونية “معرفة” أن رجل الأعمال، صلاح دياب، “أقوى من الدولة المصرية، وسيخرج من الاعتقال الوجيز، زعيمًا “مناضلًا” لليبرالية المصرية في أسوأ صورها”.

وأضاف -عبر منشور له على “فيس بوك”- “صحيفة صلاح دياب، “المصري اليوم”، لم تهاجم أحدًا بقدر ما هاجمتني وتهاجمني- وذلك منذ نشأتها، وفي السنوات الأربع الماضية، يكاد لا يمر أسبوع دون هجوم عليّ”.

وتابع: “أعلم أن صلاح دياب يواظب على الرد في صحيفته على ما أكتب في صفحتي هذه”، وأضاف “في علم النفس، النظام المصري “يرفس القطة”، أي يعبر عن غضب عابر تجاه أميركا”.

واختتم منشوره: “لا شماتة، لأنه عائد لدور أكبر”.

توفيق عكاشة يتنبأ باعتقاله

وتنبأ الإعلامي توفيق عكاشة، مالك قناة الفراعين، بالقبض على صلاح دياب مالك جريدة “المصري اليوم”، في حلقة من برنامجه المُذاع على فضائية “الفراعين” منذ أسبوع.

وهاجم عكاشة “دياب” بسبب مانشيتات الجريدة التي وصفها بـ”التحريضية” على الانتخابات، بعد قول الجريدة عودة 84 من الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية.

وقال عكاشة: “أقسم بالله لو ما شفتلك حل مع الثوريين الاشتراكيين والإخوان اللي عندك هتتعرض لهجوم شرس وكله بالمستندات”.

رجل أعمال السيسي: لن يؤثر بالسلب على مناخ الاستثمار 

ورغم التضامن الكبير مع صلاح دياب من قبل رجال الأعمال، إلا أن عددًا من رجال الأعمال القريبين من السيسي رحبوا بالقبض عليه.

وأكد محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوربي أنه لا حرج في القبض على رجال الأعمال المتورطين فعليًّا في قضايا فساد.

وقال في تصريحات صحفي تعليقًا على القبض على رجل الأعمال صلاح دياب: إنه من غير المنطقي أن يكون رجال الأعمال فوق القانون، موضحًا أنه حال وجود قضايا فساد حقيقية، فإن القبض على الفاسدين لن يؤثر بالسلب على مناخ الاستثمار المصري.

وحذر أبو العينين من المحاولات المتعمدة لتشويه سمعة رجال الأعمال الشرفاء؛ الأمر الذي يتناقض مع أهداف الدولة في تشجيع الاستثمارات، وجذب رءوس الأموال التي بدورها تلعب دورًا رئيسيًا في رفع معدلات التنمية، منوهًا إلى أن القيادة السياسية حريصة على دعم القطاع الخاص بشكل ملحوظ.

وأشار رجل الأعمال إلى أن الجميع يثق في القضاء المصري العادل، وبالتالي فإن الفيصل في الأمر متروك للتحقيقات بشأن القضايا المنسوبة لرجل الأعمال.