بقلم : عبدالرحمن فاروق
دائما تعلوا نبرات التعاون والتنازل عن بعض المطالب قبيل أحداث الخامس والعشرين من يناير لكل سنة ، وتتخذ مجرى واحدا وطريقا غير مختلف ، ويبدأ هذه النبرة قيادات من التيار الاسلامي ، داعين القوى الثورية كلها للاصطفاف خلف الثورة ، ونبذ الخلاف ، والنظر الى حال البلاد و العمل على نصر الحراك ..
وهو في الأصل مصطلح جميل ، و غاية طموحة ، و عمل مأمورون به في الدين والعرف والسياسة ، ولكن سرعان ما تخبوا هذه الدعوات وتذهب أدراج الرياح تاركة كل أحلام الشباب تذهب وتندثر ، ولا يجدون حلا أو تجاوبا من هذا أو ذاك ..
وهذا ليس بعجيب أو غريب ، فالناظر لحال بعض قيادات الاخوان الذين يدعون للاصطفاف خلف العلمانيين والاشتراكيين ، والليبراليين و شباب الثورة في نظرهم ، يُهاجمون في الحقيقة من مثلهم في المنهج من الجماعة الاسلامية ومن يحمل هم الدين كالجهاد الاسلامي ، ويصفونهم بالتكفيريين المجرمين القتلة ..
بل ويبالغون في ردة فعلهم ، ويجاهرون بالعداوة وما كان في قلبهم ، وهم الظآنين أنهم بهذا يكسبون ود غيرهم من شباب الثورة أو المجتمع الدولي برمتّه ، وما دروا أنهم في حالتهم هذه يجعلون القاصي والداني يتأكد من عدم صدق حديثهم ، وخداعهم وتلونهم ..
فلو أنك اليوم هاجمت من كان معك منذ بدايات الطريق وما زال معك ، في الأحداث كلها يدفع ضريبة أخطاءك ، وهو يعتقد بذلك أنه ينصر أخا مستضعفا ، ومسلما له حق النصرة ، و مصريا مظلوما ، ثم تأتي وتتهمه في دينه وفكره ، وتنتظر من شاب اشتراكي أو ليبرالي أن يصطف ويثق في كلامك فأنت جاهل ..
الحقيقه أن السياسات التي كان يُضحك بها على الشباب ، وتجميل بعض المقاطع التي لو نظر فيها الانسان واستوعبها ، لعلم أنها الطامة الكبرى ، وأنها جزأ من تربية الكثيرين ، وكثير من التصريحات التي تملأ المكان قديما وحديثا ، يجعل جميع الشباب يُفكّر ألف مرّة قبل الاصطفاف خلف من يُنادي به من قيادات الاخوان ..
وان كان هذا الاصطفاف ، من أجل حل سياسي ، أو مخرج من الأزمة ، أتمنى وقتها أن يدير هذا المشهد كثيرا من شباب الثورة والشباب اليافع والقيادات الناضجة ، جاعلين قيادات الاخوان خاصة ينزلون على رغبة الشباب ، لا أن يتصدروا المشهد ..
وهذا لم ولن يقبله قيادات الاخوان ، بل لن يقبلوا أن يتصدر المشهد قيادات من الجماعة الاسلامية أو حزب الوسط ، أو أي تيار اسلامي دون أن يكون لهم رأي وقيادة في هذا الأمر ، وهم لا يدرون أن أخطاء السنوات السابقه لكثرة عددهم وعظيم خبرتهم يتحملون فيها ثلاثة أرباع الخطأ ، والربع الأخير يتوزع على باقي من حمل هم الثورة ..
جميلة هي الكلمة ، وعظيمة مبتغاها ، لو صدق الداعي لها ، لا أن تكون كلمات جوفاء ، لا فائدة منها الا اظهار أحسن القبيح ، مع اعتقادهم أن الشباب لا يسمع ولن يفهم ..