قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، في افتتاحيتها “من الضروري عدم الوثوق في النظامين المصري والروسي فيما يتعلق بنتائج التحقيقات في حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء؛ فأولئك الذين يسعون إلى نتائج منطقية عن الحادث يجب أن يضعوا في اعتبارهم أن النظامين المصري والروسي بارعون في الكذب أكثر من مكافحة الإرهاب”.
واعتبرت الصحيفة أن الحادث كان بمثابة اختبار لروسيا التي فقدت 224 من مواطنيها في الحادث ومصر المسؤولة عن أمن المدينة السياحية، وهو ما يطرح الكثير عن النظامين القمعيين اللذين يسيطران على البلدين.
وأضافت الصحيفة، أن بريطانيا كانت أولى الدول التي اتخذت إجراءات لحماية مواطنيها الموجودين في سيناء؛ إذ قررت إخلاء 20.000 سائح بريطاني تقطعت بهم السبل هناك، وفي حين كان تتصرف حكومتا بوتين والسيسي بسخط جراء هذه الإجراءات الأوروبية أوقف بوتين الرحلات الروسية يوم أمس الجمعة، وما زال متحدثه الرسمي يصر على أن سبب الحادث ليس إرهابيًا.
وتابعت الصحيفة: في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومات الأوروبية بسلامة مواطنيها، كان تركيز بوتين والسيسي على الدفاع عن أنفسهم فكلا الحاكمين روجا لأنفسهما كمحاربين يواجهان تنظيم الدولة بشجاعة مستخدمين هذه الحرب كذريعة لتحقيق أهداف أخرى مثل قمع المعارضة السلمية الداخلية، وتشتيت الانتباه عن انحدار مستوى المعيشة، وفي الواقع فإن السيسي فشل في تهدئة سيناء خلال عامين من سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها بينما السيد بوتين انزلق إلى مستنقع الحرب بالنيابة عن بشار الأسد.
وأرجحت الصحيفة أن النظامين المصري والروسي يلجآن إلى تكتيكات التشويش والمراوغة فيما يتعلق بالحادث لإنكار أن تنظيم الدولة اخترق الإجراءات الأمنية بشرم الشيخ وأن تدخل روسيا في سوريا أدى إلى أسوأ هجوم على طائرة مدنية روسية في التاريخ وهو ما قد يتسبب في جرح سياسي مؤلم للنظامين الروسي والمصري.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلام الرسمي الروسي والمصري دائمًا ما يلقي مسؤولية الكوارث على الولايات المتحدة بغض النظر عن صعوبة حدوث مثل هذه الروايات، إذًا فلا عجب من أن يدعي المصريون والروس بأن المخابرات المركزية الأميركية هي المسؤولة عن المأساة في سيناء.