ذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية في طبعتها الإلكترونية، أمس الخميس أن المبعوث الأممي إلى ليبيا، برناردينو ليون، كان خلال فترة الصيف الماضي يتفاوض على قبول وظيفة براتب 35 ألف جنيه شهريًا مع دولة الإمارات التي تناصر طرفًا في النزاع الليبي الذي يعمل هو على وضع حد له، ما اعتبرفضيحة تسدد ضربة لمصداقية مؤسسة الأمم المتحدة،
وذكرت الغارديان – حسب موقع القدس العربي – أن الوسيط الأممي ليون، وهو وزير خارجية إسباني سابق، قد تلقى عرضًا للعمل في شهر يونيو الماضي من قبل أبوظبي، كمدير عام لـ”أكاديمية سياسية”، وأعلنت الإمارات، أمس الأربعاء، أن ليون قبل العمل كرئيس لهذه الأكاديمية، وهي مؤسسة بحثية مدعومة من الحكومة تأسست السنة الماضية لتسويق السياسة الخارجية الإماراتية وعلاقاتها الاستراتيجية ولتدريب دبلوماسييها، وإثر ذلك تم تعيين الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر خلفًا له.
وكانت الصحيفة قد أرسلت إلى ليون الإثنين الماضي رسالة، تستفسر منه عن القصة، ورد الأربعاء قائلًا إنه لم “يتم التوقيع على أي عقد بعد، وكل ما في الأمر هو حديث”، وطلب من “الغارديان” ألا تنشر القصة، وعرض مقابلة معها لشرح الأمر، ولكن الإمارات أعلنت الأربعاء عن قبوله الوظيفة قبل إجراء المقابلة.
وقال مصدر سياسي ليبي، فضّل عدم ذكر اسمه، إن مغادرة ليون منصبه الأممي يوم الجمعة ستؤدي عمليًا إلى إنهاء التسوية المأمولة بين أطراف النزاع الليبي، كما أنها ستجعل من أي محاولة مقبلة محفوفة بالشكوك والمخاطر حول إمكانية تلاعب المال السياسي الخارجي بالأوضاع الليبية ودفع أطرافها المختلفة إلى التناحر.
من جهته، أنكر ليون أي تضارب في المصالح، قائلاً إنه كان واضحًا في إبداء رغبته بمغادرة المنصب الأممي مع بداية سبتمبر الماضي، وبحسب أقواله التي أوردتها الصحيفة فإن ليون قال في رسالة إلكترونية إليها: “إن دفاعي الوحيد ضد الهجمات التي أتعرض لها هو عملي”، معتبرًا أن اقتراحاته للتسوية الليبية تم قبولها من طرفي النزاع.
وأوردت الصحيفة معلومات تكشف أن الوظيفة الإماراتية عرضت عليه في يونيو “عندما كانت المفاوضات الليبية في أوجها” وأن المفاوضات حول شروط عمله مع الإمارات تواصلت في يوليو وتركزت على زيادة تعويض السكن.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه في رسالة أخرى من الوزير سلطان الجابر للشيخ عبدالله بن زايد قال فيها إن ليون لن يجد مسكنًا مناسبًا في أبو ظبي بمبلغ 360 ألف درهم “63 ألف جنيه إسترليني” كمخصصات سكن سنوية.
وأوضح التقرير أنه يطلب ضعف المبلغ لاستئجار منزل للعائلة في جزيرة السعديات “يتراوح إيجاره ما بين 500 ألف إلى 600 ألف درهم إماراتي في العام”، ويقول الوزير الجابر أن ليون يعتقد أنه وحسب المبلغ المخصص له من الممكن أن يجد مسكنًا مناسبًا في مدريد، وفي أغسطس قال ليون إنه سيسافر للاستقرار في أبوظبي مع عائلته.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي أعده رانديب راميشن إن الإمارات ومصر تستخدمان النزاع الليبي كحقل للصراع ضد الإسلاميين المدعومين من تركيا وقطر، وإن قبول ليون للوظيفة الإماراتية يرفع منسوب الشك في حياديته المهنية، وإن ليون، وبعد خمسة أشهر فقط من بدء عمله كوسيط في ليبيا وجه رسالة بتاريخ 31ديسمبر 2014 إلى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد من بريده الالكتروني الشخصي.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أن ليبيا التي لا يتجاوز تعداد سكانها 6 ملايين نسمة تحولت إلى ساحة حرب أهلية بين حوالي 1600 فصيل مسلح، ويدعم كل واحد منها جماعة أو جماعتين سياسيتين، المؤتمر الوطني الذي يمثل الإسلاميين ومجلس نواب طبرق.
وتوضح الصحيفة أن تعليمات الأمم المتحدة تقول أن على الوسيط الناجح أن لا يقبل شروطًا من لاعبين خارجيين يمكن أن تؤثر على حياده، وفي حال شعر أنه غير قادر على مواصلة الحياد فعليه تحويل المهمة إلى وسيط آخر أو كيان وسيط.