على الرغم من سقوط أكثر من 400 قتيل من العسكريين الإيرانيين في سوريا، تواصل إيران إرسال مستشاريها العسكريين إلى هناك، وترى في تقديمها للاستشارات العسكرية “أمرًا مصيريًا”.
فمن جانبه قال المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء يحيى رحيم صفوي -حسب عربي 21- : “إن الاستشارات العسكرية التي تقدمها قوات حرس الثوري الإيراني في القتال في سوريا مصيرية للغاية”.
وخلال زيارة اللواء صفوي لعائلة اللواء حسين همداني، كبير مستشاري الحرس الثوري الذي قتل في سوريا، وصف المسؤول الإيراني الجبهة السورية بـ”الجبهة الدولية الإسلامية أمام الصهاينة والأميركيين”، مشيرًا إلى أن أميركا والصهاينة وبعض الدول العربية والسعودية وقطر وتركيا تتخندق في جبهة واحدة، لإسقاط حكومة بشار الأسد”، التي وصفها بـ”الشرعية”.
وكشف موقع “مشرق نيوز” الإيراني “مقتل روح الله قرباني وقدير سرلك من قوات الحرس الثوري في الخطوط الأمامية لجبهة المقاومة للدفاع عن مزار سيدة المقاومة زنيب الكبرى في سوريا”، مضيفًا أنه “قتل اثنان من أبناء الإسلام النقي المحمدي، خلال المعارك التي تدور بين قوات الحرس الثوري الإيراني ومسلحي المعارضة التابعين للسعودية على جبهات القتال في سوريا”.
وأسماء الضابطين هما “محسن فانوسي من محافظة همدان، وإسماعيل زاهد بور من محافظة جلستان”، وفقا للموقع الإيراني.
وكشفت وكالة “إبنا” الإيرانية عن المكان الذي قتل فيه الضباط الإيرانيين في سوريا وقالت : قتل أربعة من ضباط الحرس الثوري الإيراني خلال تقديم الاستشارات العسكرية بمدينة حلب السورية.”
وأشار موقع “مشرق نيوز” إلى أن “عدد القتلى من الحرس الثوري في سوريا وصل عددهم إلى 36 ضابطًا خلال العمليات العسكرية التي بدأت منذ شهر”.
وفي تقرير آخر نشر أيضا على موقع “مشرق نيوز” عن قتلى الحرس الثوري الإيراني في سوريا، أكد الموقع الإيراني سقوط اثنين من ضباط الحرس الثوري في سوريا، وبهذا يصل عدد قتلى الحرس الثوري إلى 38 قتيلًا خلال الشهر الماضي فقط.
وبسبب استنزاف قوات الحرس الثوري في سوريا، لجأت مؤسسات الحرس في إيران إلى إطلاق عملية تجنيد واسعة في المناطق الفقيرة والنائية في إيران، وحاولت تجنيد الآلاف من أبناء إقليم بلوشستان لزجهم في حرب سوريا.
ولكن علماء إقليم بلوشستان أصدروا فتاوى عدة تحرّم القتال إلى جانب قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات نظام بشار الأسد في سوريا.
ويرى مراقبون أن عدد قتلى العسكريين وعناصر المليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، فاق الـ400 قتيل.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد اعترف بفقده 200 جندي في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، خلال معارك بحلب، وأفاد خبراء في الشأن الإيراني بأنه لا يمكن لإيران الاستمرار بتحمل تكلفة الحرب في سوريا بسبب هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، مرجحين ظهور خلافات بين حكومة روحاني والحرس الثوري حول الاستنزاف العسكري والاقتصادي في سوريا.