تأتي زيارة عبدالفتاح السيسي إلي بريطانيا وسط الكثير من الأزمات والمشاكل التي تواجهة أبرزها حداث الطائرة الروسية التي قالت عنها “بريطانيا” أنها سقطت عن طريق عبوة ناسفة، كما يستقبل السيسي مظاهرات معارضة له.
مظاهرات رافضة للسيسي
ونظم ناشطون حقوقيون وسياسيون مظاهرة أمام مقر الحكومة البريطانية وسط لندن (داوننيغ ستريت) الليلة احتجاجاً على زيارة السيسي.
وشارك في المظاهرة، رغم درجات الحرارة المنخفضة، أبناء الجالية المصرية في بريطانيا، ومنظمات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان، وأعضاء حملة “أوقف السيسي Stop Sisi”
وردد المتظاهرون شعارات باللغتين الانكليزية والعربية، من قبيل “لا نريد دولة عسكر” “السيسي قتل الديمقراطية” “كاميرون اخجل من نفسك، ماذا عن القيم البريطانية؟”.
كما رفع المتظاهرون يافطات كتب عليها “لوكانت هذه المظاهرة في مصر، لكنتم معتقلين أو جرحى أو قتلى”، و”أوقفوا سيسي الجزار”، و”سيسي القاتل غير مرغوب به في بريطانيا”، و”كاميرون استضف اللاجئين لا الديكتاتوريين”.
رفض سياسي
وكانت أبرز الانتقادات التي وجهت لزيارة السيسي صادرة من زعيم حزب العمال، جيرمي كوربين، الذي قال “إن زيارة السيسي بريطانيا تشكل تهديداً للأمن القومي للبلاد”، وفقاً لوكالة الأناضول.
وأضاف كوربين، في تصريح صحافي في لندن “أن دعم واستقبال الزعيم الانقلابي (السيسي)، الذي عزل محمد مرسي، (أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في مصر) عن السلطة، وقاد عمليات اعتقال وقتل الآلاف من الأشخاص، جعلت الحكومة التي تدعي دعمها العدالة والسلام في المنطقة في موقف يدعو للسخرية”.
وأوضح كوربين أن “دعوة ديفيد كاميرون (رئيس وزراء بريطانيا)، رئيساً انقلابياً لزيارة البلاد، يعد مؤشراً على الاستخفاف بالديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وتابع كوربين، “ينبغي على كاميرون تعليق بيع السلاح لمصر حتى تعود الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى حالتها القديمة، بدلاً من استقبال السيسي فوق البساط الأحمر”.
ملف الطائرة الروسية
وبخلاف المظاهرات والرفض الشعبي والسياسي لزيارته يأتي ملف الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء علي رئس هذه المشاكل التي تواجه السيسي، والتي تسببت في إحراج كبير لمصر من بريطانيا.
حيث كشفت صحيفة فرانس برس عن مكالمة هاتفية جرت بين كاميرون والسيسي، تحدثا فيها عن أمن الملاحة الجوية عقب تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء السبت الماضي.
وأعلنت بريطانيا تعليقها جميع الرحلات من شرم الشيخ إلى المملكة المتحدة، على خلفية مخاوف من أن يكون سقوط الطائرة الروسية إيرباص A321جراء عبوة ناسفة.
قال السفير سامح شكري، وزير الخارجية، إن قرار الحكومة البريطانية بتعليق الرحلات الجوية من وإلى شرم الشيخ سابق لأوانه.
وأعرب شكري، خلال اتصال هاتفي أجراه مساء الأربعاء مع “سي إن إن” خلال زيارته إلى لندن، عن دهشته من قرار تعليق الرحلات، وقال أنه قرار “سابق لأوانه” لأن التحقيقات ما زالت جارية.
وأشار شكري إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اتصل بالسيسي يوم الثلاثاء للتعبير عن مخاوفه على سلامة السائحين البريطانيين في شرم الشيخ، حيث أكد له اتخاذ السلطات المصرية للإجراءات الأمنية اللازمة.
وقال وزر الخارجية فيليب هاموند “نحن ننصح الآن بعدم السفر إلا في حالة الضرورة عبر مطار شرم الشيخ. هذا يعني أنه لن تتجه أي طائرات ركاب بريطانية إلى شرم الشيخ اعتبارا من الآن”.
تبرير أحكام الأعدام وانتهاكات حقوق الإنسان
ورغم تأكيدة أن هذه الأحكام لن تنفذ خلال حوارة مع قناة البي بي سي، يواجه السيسي خلال زيارته صعوبة في تبرير أحكام الإعدام الكثيرة في حق عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، إلى جانب جملة انتهاكات كبرى لحقوق الإنسان، أمام مشرعين وإعلاميين ومنظمات ناشطة في حقوق الإنسان، وخصوصاً أن لندن تقف في العادة ضد أحكام الإعدام.