قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، إن الحكومة البريطانية اختارت توقيتًا دبلوماسيًا سيئًا لتأمر شركات الطيران البريطانيّة بتأجيل جميع الرحلات الجوية من مطار شرم الشيخ، خشية من أن يكون تحطم الطائرة الروسية قد نجم بسبب عبوة ناسفة.
وصدر البيان بعد ساعات من هبوط عبدالفتّاح السيسي، لزيارة رسمية في لندن، والتي تتضمن لقاءً مع رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون.
وتصر الحكومة المصرية على أنه ليس هناك أي سبب للافتراض بأنّ عملية إرهابية تسببت في حادثة التحطم التي قُتل فيها 224 مسافرًا وأفراد الطاقم.
لكن الصحيفة أكدت أن الحكومة البريطانية ما كانت لتحرج السيسي ببيان علني كهذا لولا المعلومات الاستخباراتية القوية حول احتمال أن تكون عبوة ناسفة قد أدت إلى تحطم الطائرة، مشيرة إلى أن السيسي لم يكن ليتخيل استقبالًا أكثر سوءًا من هذا.
ولفت “هآرتس” إلى أن البيان البريطاني خرج دون إعداد مسبق في الوقت الذي يقضي فيه نحو 2.000 سائح بريطاني إجازاتهم في شواطئ البحر الأحمر جنوب سيناء، مضيفة “في هذه المرحلة من غير الواضح حتى متى سيتم السماح لطائرات الشركات البريطانية الموجودة على الأرض في شرم الشيخ بالعودة إلى لندن.
وأعلن وزير النقل البريطاني، أن خبراء الأمن البريطانيين وصلوا مصر من أجل التأكد من أن الطائرات ستستطيع الإقلاع عائدة مع اتخاذ تدابير أمنية خاصة.
وكان احتمال أن تكون سقوط الطائرة نتيجة “عملية استهدافية” من قبل تنظيم الدولة في بداية الأمر؛ بسبب التقدير أنّ الصواريخ المضادة للطائرات التي بيد فرع تنظيم الدولة بسيناء ليست قادرة على إصابة الطائرة الروسية. لكن في الأيام الأربعة الأخيرة كثرت العلامات التي تدل على أن احتمال ذلك معقول جدًا، تحديدًا، على شكل وضع عبوة ناسفة في الطائرة وهي لا تزال على الأرض.
وتشير الحالة المستعجلة، التي صدر فيها البيان البريطاني، إلى أنّها كما يبدو معلومات من دولة أخرى.
وتنضم إلى ذلك أخبار نُشرت أمس في الولايات المتحدة حول أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد بأنّها عبوة ناسفة.
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك علاقات استخباراتية وثيقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، ولكن في حين أن لدى الأميركيين وإسرائيل وسائل جمع معلومات متقدمة وموجّهة نحو سيناء (إسرائيل في منطقة الحدود مع مصر والولايات المتحدة بواسطة شبكة من أقمار التجسس)، فإنّ لدى البريطانيين طائرات ركاب تهبط بشكل دائم في شرم الشيخ لا تهبط طائرات الشركات الاميركية والإسرائيلية في سيناء.
واعتبرت “هآرتس” الحدث إهانة علنية لحكومة السيسي، التي تفتخر بوعودها بالاستقرار والحرب العنيدة ضدّ الإرهاب الإسلامي، هائلة، مؤكدة أن الإعلان البريطاني يشكل تعبيرًا عن عدم الثقة الكبير حول قدرة مصر على تأمين طرق الطيران المدني للرحلات الجوية التي تخرج من أراضيها.
وقالت إن الأمر ليس مجرد إضرار بهيبة السيسي وإنما أيضًا ضربة قاسية جدًا لصناعة السياحة المصرية.
ومنذ الثورة المصرية ونفاد الزوار في الأهرام والمواقع الأثرية في وسط البلاد، اعتمدت السياحة بشكل أساسيّ على السائحين الذين استمروا بالذهاب إلى جنوب سيناء. وقد امتنع تنظيم الدولة، الذي وسع عملياته في الأشهر الأخيرة عبر سلسلة من الهجمات القاسية ضدّ الجيش المصري في شمال سيناء، عن تنفيذ العمليات في جنوب شبه الجزيرة. وذلك بشكل أساسيّ بسبب حقيقة أن الآلاف من أبناء القبائل البدوية في شمال سيناء يساعدون تنظيم الدولة ويعملون في الفنادق والشركات السياحية في الجنوب، وفق ما تقول الصحيفة الإسرائيلية.