شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نعم للمصالحة مع نظام السيسي

نعم للمصالحة مع نظام السيسي
لا يوم ٢٥ يناير القادم يثمر عنه شيء ، ولا من قبله وبعده سيثمر عنه شيء الا مزيدا من الدماء والألم والمعتقلين ، وبكاء الفتيات واستغاثات الأمهات ، ثم بدورنا نقوم بالحسبنة والركون أمام قنوات الثورة والعصر والجزيرة ..

بقلم:عبدالرحمن فاروق

قد نختلف على بقاء النظام الحالي ، متمثلا في رئيسه ومجلس شعبه و شرطته وجيشه وقضاءه ، وقد نختلف على تسميته نظام انقلابي أم نظام شرعي ، وقد نختلف على أن السيسي وسيم ، أم أنه مجرد انسان يلبس بدلة ويتفوه بالكلام الذي يجعل أمريكا لا تنام من قبل المغرب  ..

ولكننا لا نختلف على ضرورة الافراج عن المعتقلين صغيرهم وكبيرهم ، ذكرهم وأنثاهم ، شيخهم و جاهلهم ، غنيهم وفقيرهم ، اسلاميهم وعلمانيهم ..

ولكننا لا نختلف على ضرورة فك الأسير ، ومعرفة أخبار المختفين ، و التوصل الى أسماء المجهولين ، والنظر في امور نسائنا في الداخل وبناتنا ..

من المضحك النظر الى حالة اللامبالاة التي نعيشها بشكل جماعي الى أنها ثورة ، أو بداية لثورة حتى ، فالكل ملهي في أمور الحياة وأقصى أفعالنا صورة على مواقع التواصل الاجتماعي ومزيدا من السب في الحكومة ، وعدد من الاعجابات والتعليقات ..

أيضا من المهم اقصاء قيادات كثيرة وأخص قيادات الاخوان الذين مثلّونا وارتضيناهم لنا في فترة من الفترات ثم رأينا أنهم من مروجي المخدرات ، بل من المتعاطين لها ، مخدرات الفكر لا مخدرات الجسد ، مع احترامنا لمنزلتهم العلمية والعملية والشكلية والمالية … الخ ،

ومن الغريب أيضا أن يظن الشباب والقيادات أن الشارع معهم ، وأن الشعب سينتفض ، وأن الجيش مع الشرعية ، والقضاء نزيه ، كما كان يردد ومازال يردد بعض قيادات التيار الاسلامي المنهزم في كل معاركه مع السلطات الحاكمة في مصر ، الظآن أن الاعتقال شرف ، والاعدام نصر ، والاغتصاب كرامة .. حاشى لله أن يكون لمظاهر الذل عزّة وشرفا..

الشارع مستاء من التيار الاسلامي وشباب الثورة أكثر من حكومة السيسي والمجلس العسكري ، وانزل الى الشارع بنفسك واسأل الناس ، فهم لا يريدون هذا ولا ذاك ، ولا همهم دينهم بقدر ما يهمهم دنياهم ، وجملة ” يا عم عايزين نعيش ” هي جملة حقيقيه في عقول المصريين راكنه ، لا مجرد تعليق للتهرب من الواقع ..

لا يوم ٢٥يناير القادم يثمر عنه شيء ، ولا من قبله وبعده سيثمر عنه شيء الا مزيدا من الدماء والألم والمعتقلين ، وبكاء الفتيات واستغاثات الأمهات ، ثم بدورنا نقوم بالحسبنة والركون أمام قنوات الثورة والعصر والجزيرة ..

الثورة التي تتمنوها أن تنهي نظاما في مصر قويا غير مفككا كما يدعي زوبع وحشمت وشرابي ، هي ثورة ملايين من البشر يحتلون مناطق الدفاع والشرطة والاقسام والمراكز ، ولن تجد في هذا الشعب مليون منتفض ينزل معك الشارع الآن ، أو ثورة مسلحة مرفوضة شرعا وعرفا وعقلا ، ومآلها الى تدمير الدين والدنيا واستباحة الأعراض والأموال أكثر مما عليه الأمر الآن ..

وخلاف الاسلاميين مع الديموقراطيين ، و العلمانيين مع الاشتراكيين ، وغير هذا من الكلام التافه الذي لا يعنيني في الأصل ولا يهمني ، ولن أتوصل الى طريقة تقنع غيري أو أن غيري من هذه التيارات يقوم باقناعي ، فالأمر مآله الى عدم القبول بالأفكار ، مع القبول والموافقه على بعض او كثير من الامكانيات المتاحة لاطلاق سراح المعتقلين خاصه ، بقدر ما يعنيني ويعني أي غيور على أعراض المسلمين أن تكون الأزمة الحالية لها مخرج ، ولو تنازلنا عن كثير من الأمور لا كلّها كما يعتقد البعض ..

الجيش قوي بعتاده  ، والشرطة قوية بسلاحها ، والشعب يلفظك ولا يريدك ، والناس تريد الحياة ولقمة العيش فقط ، وأنت قد أريتها طريق الحق فرفضت وخنعت وبدّلت وغيّرت ، جراء كثير من أفعالنا وجراء جهلهم ، وجراء خوفهم ، فالأمر كله ينصب في طريق لمصالحة سياسية ، من أهم بنودها ان لم يكن كُلّها اطلاق سراح الأسرى ..

طرق كثيرة تُفتح مع النظام الحالي لاجراء مصالحة ومراجعات بشتى الطرق ، وندري أن النظام كان يقبل هذا الأمر في بداياته والآن يرفضه تماما ، لكن لا بأس بأن ندعوا لذلك مرات عديدة ، بدل أن ننشر صور المسلمات ينتحبن ويبكين ونحن نعلّق عليها بكلمات التأوّه والحسرة والألم ، ولا بأس أن نكون من نستبق هذه اللحظة ، ولا بأس أن نسعى ولو بالكلام حتى نعذر أنفسنا أمام الله والعالم المسلم ، فوالله ان اطلاق سراح أسير مسلم مظلوم مضطهد لهو الفوز الأعظم ..

وأجزم أن كثيرا من المعتقلين في شتى مصر ، لا يريدون شيئا سوى خروجا من المعتقل في الحالة الراهنه ، وانهم لا يسعون لشيء غير ذلك في هذه الحالة ، ولا داعي لتلك العبارات التي لا تغني ولا تسمن جوع ، وأناشيد الحماس المصحوبة بالدف والعود ، وشعارات القوة والشرف ، ونحن في أحسن أحوالنا نسمع صوت سرينة عربة الشرطة فنجري مختبئين خلف أكوام الزبالة ..

عزيزي انسى قليلا أناشيد الزعامة والفخامة ، وصور المظاهرات بالجودة العالية ، وفيديوهات القاطنين خارج مصر ، وانظر بعين العقل للشباب خاصة والشعب برمته ..

لعائن الله على الخزي العار الذي أُلبسناه ، نتيجة لأفعال الحمقى والمغفلين ممن ينادون ويثورون في فضائيات الخراء الفكري باسم الثورة والانقلاب يترنح ..

وما بعد المصالحة ، وخروج المعتقلين ، كلام آخر لا محل له الآن ..



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023