شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العائدون إلى الميدان!

العائدون إلى الميدان!
لست مضطرًا لأن أقول إنني مؤيد بالطبع لأي دعوة للتوجه نحو ميدان رابعة العدوية أو ميدان التحرير أو أي ميدان من ميادين مصر، رفضًا لحكم السيسي والمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري، ومحاكمة المجرمين المتورطين فيه.

لست مضطرًا لأن أقول إنني مؤيد بالطبع لأي دعوة للتوجه نحو ميدان رابعة العدوية أو ميدان التحرير أو أي ميدان من ميادين مصر، رفضًا لحكم السيسي والمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري، ومحاكمة المجرمين المتورطين فيه.

لكني لا أخفي اندهاشي عن تجدد تلك الدعوات الآن، للعودة إلى الميدان! فما الجديد فيما يجري، وما الذي تغير في الساحة السياسية المصرية حتى يفكر “من ليس في الميدان” الآن في العودة إليه؟؟

دعونا نعرض الحقائق ببساطة، ونجليها بوضوح؛ حتى لا ينخدع أحد بما يقال: هناك طرف موجود في الميدان منذ أكثر من عامين ونصف العام، منذ 28 يونيو 2013، منذ أن استشعر خطرًا محدقًا بالثورة، متمثلًا في انقلاب عسكري رفضوه وقاوموه واعتصموا في قلب القاهرة رفضا له، فقتلوا واعتقلوا، وحرقوا أحياءً.

والذي فعل هذا ليس السيسي وحده، بل إن بعض المطالبين بالعودة للميدان الآن شريك أصيل في الجريمة وأيديهم كلطخة بالدماء، وسمعتهم ملطخة بالعار!

هل ننسى علاء عبدالفتاح وهو يدعو لفض اعتصام النهضة بالقوة؟؟ وهل ننسى أحمد دومة على شاشة ONTV وهو يفرح بقتل الإخوان يوم المذبحة، ويحزن على “تويتر” لأن البقية لم يموتوا؟؟

هل ننسى “6 إبريل” وهي تقابل “أشتون” حين زارت مصر وتقول لها إن الإخوان إرهابيون؟؟ أو هل ننساهم حين قابلوا عدلي منصور الطرطور وذهبوا في جولة حول العالم لشرح أن ما جرى لم يكن انقلابًا عسكريًا؟؟

هل ننسى أحمد ماهر وهو يعلن للملأ -في رسالة بخط يده- أنه كان يعلم أن انقلابًا دمويًا سيقوم به العسكر، وستراق فيه الدماء، تمهيدًا لعودة الجيش للحكم؟؟

هل ننسى حسام فودة وياسر الهواري وهما ضيفان مستمران على الجزيرة والجزيرة مباشر يصفان الثوار بالإرهاب، ويسخران من أعدادهم، ويبشران بخارطة طريق السيسي؟؟

لم أنس شخصيًا هذه الوجوه العكرة، ولا أعتقد أن أي ثائر مصري نسيها، بل يعتبرهم شركاء أصليين في المجزرة والانقلاب.

ورغم هذا، باب الثورة مفتوح، وباب التوبة لم يغلق بعد، أعلنوا للجميع أن ما جرى كان انقلابًا وأنكم أخطأتم بالمشاركة فيه، وأعطيتموه غطاءً سياسيًا، وعودوا إلى الميدان، رافعين طلبات الثائرين فيه! وقتها أهلًا ومرحبًا بكم!

أيها العائدون إلى الميدان: ستجدون هناك ثائرين أحرارًا منذ عامين ونصف العام، رافضين للانقلاب العسكري، ومطالبين بعودة الشرعية. ارفعوا مطالبهم ذاتها وقدموا الاعتذار لهم، وانضموا إلى ركاب الثورة، لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لنا ولكم.

لكن مجرد إطلاق دعوات مجهولة المصدر دون تحديد الطرف الداعي إلى هذه العودة أو الهدف من ورائها، فلربما يعني هذا أنكم أيقنتم أن السيسي لم يعد حمارًا رابحًا، وأنكم فقط تغيرون سياستكم غير نادمين على خطاياكم، بعد أن طردكم السيسي من السلطة، وحرمكم من البرلمان، وتريدون القفز على ثورة استمرت دونكم ورغم خيانتكم! ساعتها قاتلكم الله، ولا مرحبًا بكم!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023