“اللي عنده دم.. أحسن من اللي عنده رقم قومي”.. تلك الكلمات لطالما اعتاد العديد من المصريين على الهتاف بها، في العديد من المظاهرات والتجمعات المختلفة، خلال الفترة الأخيرة، لكن لا أحد يدري سر تلك العبارة.
وتحت شعار “جوزيه الثوري”، نشر أشرف الشريف، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، منشورًا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، يسرد فيه بعض الجوانب الخفية لمانويل جوزيه، المدير الفني السابق للنادي الأهلي، وعلاقته بتلك الجملة.
وقال “الشريف” -عبر حسابه بالـ”فيس بوك”: “قلما يعرف الكثيرون أن مانويل جوزيه، المدير الفني السابق للنادي الأهلي، هو صاحب شهرة هذا الهتاف الثوري؛ حيث إنه في شهر ديسمبر 2011 وقبل مباراة الأهلي والمقاصة، دخل المدرب البرتغالي إلى أرض الملعب مرتديًا قميصًا أبيض يحمل عليه صورة محمد مصطفى، أحد ضحايا الأولتراس في مذبحة بورسعيد، في مشهد آثار تعاطف الملايين”.
وفي الوقت الذي اتجه فيه جوزيه نحو المدرجات من أجل إحياء ذكرى محمد مصطفى، كان يجلس على دكة البدلاء باقي أعضاء الجهاز الفني للنادي الأهلي الذين لم يتحرك أي منهم من أجل مساندة جوزيه في موقفه، ومن هنا برز شعار “اللي عنده دم.. أحسن من اللي عنده رقم قومي”.
شاهد الفيديو
وفي مارس 2012، حاول الإعلامي أحمد شوبير الانتقام من الأولتراس من خلال إجراء اتصال هاتفي مع جوزيه من أجل انتقاد جماهير الأهلي وما حدث في مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها ما يقرب من 74 ضحية.
ولكن جوزيه فاجأ الجميع عندما قال: “ما حدث في الملعب لا يحدث من قبل المصريين وإنما هناك مجرمون مندسون فعلوا ذلك.. وأن هذا الأمر منتشر في بعض الملاعب الأوروبية”.
وتابع: “أدين للمصريين بحياتي، خاصة أن معظمهم حرص على خروجي من أرض الملعب بسلام، سواءً من جماهير الأهلي أو من جماهير الفريق المنافس”.
شاهد الفيديو
وخلال الأيام الماضية، استضافت إسعاد يونس، المدير الفني البرتغالي؛ في محاولة للحديث عن أوجه التشابه بين البرتغالي ومصر؛ حيث تحاول أن تظهر أن مصر دولة حضارية، إلا أن الداهية البرتغالية كان له رأي آخر.
وفاجأ جوزيه الجميع بقوله: “إن مصر في الوقت الحالي تشبه البرتغال في السبعينيات أيام الدكتاتورية وتوزيع الأمور على 14 عائلة فقط”.
وليس غريبًا أن يتحدث جوزيه في السياسة، وبالأخص في الشأن المصري، خاصة أنه عمل مع الأهلي لفترة ليست بالقليلة نجح خلالها في التعرف على أنظمة الحكام وكيف تدار البلاد.
ولا يعلم الكثيرون أن جوزيه يتميز بالحنكة السياسية، خاصة أنه من عائلة ثورية؛ حيث تم اعتقال والده في عهد نظام سالازار؛ بتهمة أنه شيوعي، وظل جوزيه يسير على خطى والده في الاحتكاك بالأنظمة السياسية البرتغالية.
شاهد الفيديو
جوزيه تميمة بطولات الأهلي
تولى جوزيه تدريب الأهلي للمرة الأولى عام 2001؛ حيث أهدى جماهير الأهلي الفوز في أولى مبارياته الرسمية مع الفريق على ملعبه بأستاد القاهرة الدولي وتغلب على الخصم الأوروبي (ريال مدريد) الذي كان يضم أسماءً لامعة في عالم كرة القدم آنذاك من بينها (الفرنسي زيدان، والبرتغالي فيجو، والأسباني راؤول، والأنجليزي بيكهام) في إطار احتفالات الناديين بتتويجهما كناديين للقرن في إفريقيا وأوروبا. ولكن البرتغالي استطاع تحقيق الفوز بصعوبة شديدة رغم حاله الضعف والإرهاق التي بدت على لاعبي الملكي.
رحل جوزيه عن الأهلي 2002، ثم عاد عام 2004 لينتشل الفريق من دوامة الهزائم المتوالية والنتائج المخيبة للآمال، ليحصد أربعة ألقاب دوري متوالية ومثلها لكأس السوبر المصري وثلاثة للسوبر الإفريقي، وبطولتي كأس مصر وثلاثة دوري أبطال إفريقيا.
نجح جوزيه مع الأهلى في التأهل لنهائيات كأس العالم للأندية ثلاث مرات (كأفضل إنجاز يحققه نادٍ مصري)، وحصل مع الفريق في المشاركة الثانية عام 2006 على برونزية العالم؛ بعد الفوز على كلوب أمريكا المكسيكي 2/ 1 بهدفي محمد أبو تريكة.
