بين السخرية من تبرير الخارجية المصرية، والغضب الشعبي من تصويت مصر لصالح دولة الاحتلال للانضمام للجنة الأمم المتحدة، جاءت ردود الأفعال معبرة عن صدمتها من الموقف الرسمي المصري.

كانت مصر الدولة الإسلامية والعربية الوحيدة التي صوتت لصالح “إسرائيل”، فيما امتنعت دول عربية عن التصويت، من بينها قطر والجزائر والكويت وموريتانيا وسوريا وتونس والمغرب والسعودية واليمن، بينما غابت ثلاث دول عربية أخرى عن جلسة التصويت، وهي الأردن وليبيا ولبنان، بينما عارضت دولة ناميبيا بمفردها هذا القرار.

العصر الذهبي في العلاقات مع “إسرائيل”

يقول محمد عصمت سيف الدولة، رئيس حركة “ثوار ضد الصهيونية”: “الموقف المصري من التصويت لصالح إسرائيل، مناسب جدًا لقرارات السيسي السابقة؛ فمصر تمر بعصر ذهبي في العلاقات مع الكيان الصهيوني، في الوقت التي تبرز عداءها للمقاومة الفلسطينية”.

وأضاف “عصمت” -في تصريح خاص لـ”رصد”- “السيسي هو أول رئيس عربي يطالب بتوسيع السلام مع إسرائيل وربط السلام معها بدعوى التوحد معًا لمحاربة العدو المشترك وهو الإرهاب، لافتًا إلى أن الموقف العربي كان دومًا ما يربط السلام مع إسرائيل بإخلاء المناطق المحتلة بعد عام 1967”.

بوابة السيسي

وتابع: “نظام السيسي هو من قرر إعادة فتح السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في اليوم نفسه الذي أغُلق فيه مقر السفارة الإسرائيلية عند كوبري الجامعة بعد مرور 4 سنوات، بعد محاصرة الشباب لها”.

ويشير سيف الدولة إلى أن هدف النظام الحالي من دعم الكيان الصهيويني على اعتبار أنه بوابته للاعتراف والرضى والقبول الدولي لشرعية حكمه.

تبرير الخارجية استخفاف بالشعب المصري

ويصف هيثم أبو خليل، الناشط الحقوقي، تبرير وزارة الخارجية المصرية لسبب التصويت بالاستخفاف بالشعب، وأضاف “أبو خليل” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن تصويت نظام السيسي لإسرائيل خيانة تليق بخونة؛ فالسيسي مشروع صهيوني بامتياز.

وتابع: “أنه بعد الموقف المصري يجب أن نتأكد أن جنرالات مصر ليسوا صناعة مصرية وإنهم مضروبين”.

مبارك لم يجرؤ

وقال حزب التحالف الشعبي الاشتراكي: إن تصويت مصر لصالح “إسرائيل” بلجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، دليل جديد على النوايا الحقيقية للنظام الحالي، وهي التخلي الصريح عن كل قيم ثورة 25 يناير، وعن ثوابت الدولة المصرية.

ووصف بيان للحزب، اليوم الأحد، تصويت ممثل مصر لصالح عضوية إسرائيل بـ”الجريمة النكراء” و”الموقف المخزي” “الذي لم يكن السادات (صاحب كامب ديفيد) ليجرؤ على اتخاذه، ولا حتى مبارك، كنز “إسرائيل” الإستراتيجي”.

الاحتلال الصهيوني

استنكر الكاتب الصحفي عبدالله السناوي، تصويت مصر لصالح “إسرائيل” في لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي التابعة لهيئة الأمم النتحدة، واصفًا ذلك بـ”الموقف المخزي والمخجل”.

وقال “السناوي”، في تصريحات صحفية، إن التصويت المصري لصالح إسرائيل هو الأول من نوعه منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني عام 1948.

وأضاف الكاتب الصحفي، أن التصويت لصالح عضوية إسرائيل باللجنة، أو حتى الامتناع عنه، نوع من قبول دمج الكيان الصهيوني وترسيخ دوره في الأمم المتحدة بموافقة الدول العربية.

استمرار لتهويد فلسطين

وتساءل السناوي: “كيف يٌفسر تصويت مصر في ظل ما تتعرض له فلسطين من اعتداءات غاشمة وإعدامات وقمع وتهويد للمسجد الأقصى على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي؟”، معتبرًا الموقف المصري تسويغًا لإسرائيل للمضي قدمًا في العنف ضد الفلسطينيين واستمرار  تهويد الأراضي المحتلة.

برر المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، تصويت مصر لصالح إسرائيل، بأن اللجنة مكونة من 6 دول، منها 3 دول عربية هي: سلطنة عمان وقطر والإمارات، وأن مصر قامت بالتصويت لصالح اللجنة بعد أن طالبت قطر مصر بذلك، إلا أن مصر فوجئت بأن قطر لم تصوت لصالح اللجنة بالرغم من وجودها فيها لتضع مصر في موقف محرج.