استقلت دولة جنوب السودان بعد استفتاء شعبي لسكان الجنوب أعلن عن نتائجه النهائية في فبراير 2011، وتم الإعلان عن استقلال كامل للدولة في 9 يوليو 2011.
وبدأت الحرب في جنوب السودان في ديسمبر عام 2013، حين اتهم الرئيس سلفاكير نائبه السابق مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما أثار موجة من أعمال العنف امتدت من العاصمة جوبا إلى كل أنحاء البلاد.
وقد أخذت المواجهات المسلحة طابعا عرقيًا بين الدينكا والنوير، قبل أن ينضم قائد الميليشيا السابق الموالي للحكومة جونسون أولونغ -المنتمي إلى قبيلة الشلك- إلى صفوف قوات مشار المدعومة من جنود غالبيتهم ينتمون إلى النوير. وبحسب المرسوم فقد أصبحت المناطق الغنية بالنفط تتبع لولايات سكانها من قبيلة الدينكا.
تقرير الاتحاد الإفريقي
أكل لحوم البشر القسري وبتر الأعضاء البشرية وتجنيد الأطفال وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى كانت سمة الحرب والاقتتال الذي اندلع في جنوب السودان أواخر 2013 بين قوات موالية للرئيس سلفا كير وأخرى موالية لنائبه السابق رياك مشار، حسب تقرير للاتحاد الأفريقي كشف عنه الأربعاء.
كشف تقرير للاتحاد الأفريقي أن أكل لحوم البشر وبتر الأعضاء البشرية وتجنيد الأطفال وانتهاكات حقوق الإنسان الأخرى كانت السمة التي اتصفت بها الحرب في جنوب السودان، وربما تصل إلى حد انتهاك القانون الدولي.
وقتل في الصراع في البلد المنتج للنفط لكنه يعاني فقرا شديدا أكثر من عشرة آلاف شخص، وأدى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص آخر.
ووجدت اللجنة حالات من “القسوة المفرطة” في العاصمة جوبا شملت “بتر أعضاء بشرية” وحرق جثث وتصفية دماء بشر من أشخاص قتلوا للتو وإجبار آخرين من نفس الطائفة على شرب هذه الدماء أو أكل لحم بشري محترق.
وأشار التقرير إلى أن هناك “أسبابا معقولة تدعو للاعتقاد بأن الطرفين ارتكبا أعمال قتل واغتصاب وعنف جنسي وتعذيب وأعمال لا إنسانية أخرى لا تقل جسامة بالإضافة إلى انتهاكات للكرامة الشخصية واستهداف الأهداف المدنية والممتلكات والانتهاكات الأخرى”.
اتفاقية السلام
ووقّع رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت في 26 أغسطس 2015 مبدئياً على اتفاقية السلام لإنهاء الصراع المحتدم في بلاده.
واعترف سلفاكير، لدى مخاطبته الحاضرين في حفل التوقيع بجوبا اليوم، بتعرضه لضغوط قوية، قائلاً: “كنت أمام خيارين، إما التوقيع أو تستمر الدولة في الحروب”.
واشتكى من عدم “السماح لحكومته في إدخال تعديلات على مسودة اتفاقية السلام بينما أتيحت فرصة ذلك للمعارضين”.
ويفرض الاتفاق إعلان “وقف دائم لإطلاق النار” بعد 72 ساعة من توقيعه. وهو يقضي بمنح المتمردين منصب نائب الرئيس، والذي يرغب مشار في العودة إليه بعد إقصائه منه في يوليو 2013، أي قبل ستة أشهر من اندلاع القتال.