شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رصد تكشف.. “فبركة” صحف مصرية لتراجم عالمية تلميعاً للسيسي

رصد تكشف.. “فبركة” صحف مصرية لتراجم عالمية تلميعاً للسيسي
في هذا التقرير، تكشف رصد كيف فبركت صحف خاصة تقريرين نشرتهما صحيفتي "الإندبندنت" ، موقع "فوربس" حول قناة السويس وما يوصف بإنجازات السيسي

تعد السيطرة على وسائل الإعلام أحد أبرز معالم الأنظمة الديكتاتورية التي تبذل الغال والنفيس من أجل تحقيق هذا الغرض، كما يؤكد متخصصون في العلوم السياسية. وإبان عهد المخلوع مبارك لم تتحول الصحف المصرية المملوكة لرجال الأعمال، إلى “بوق”  صريح للحكومة، إذ كان لديها، خطوط حمراء لا تتجاوزها، ومسافة ما تفصل بينها وبين النظام، لكن بعد انقلاب الثالث من يوليو تحولت الصحف المملوكة لرجال الأعمال والتي تصف نفسها بـ”المستقلة”، إلى أداة في يد النظام للترويج له، عبر خداع القراء بشتى الطرق.

وتعد ترجمة المقالات والتقارير التي تنشرها وسائل إعلام عالمية حول مصر، أحد أبرز طرق خداع القارئ المصري، كما كشفت “رصد” في 3 تقارير سابقة ضمن سلسلة #صناعة_الكذب، إذ استعانت صحف النظام بتقارير صادرة عن اليمين المتطرف في أميركا، الذي يستهدف بحملاته العنصرية الجاليات المسلمة في تلك البلاد ويعلن عن دعمه اللامتناهي لإسرائيل، للترويج للسيسي ونظامه، وبلغ الأمر أن تم فبركة تصريحات ونسبتها إلى كتاب يمينيين، و اجتزاء الترجمة وعدم الإشارة إلى الإنتقادات التي يوجهها اللإعلام الغربي إلى السيسي أو مشاريعه الإقتصادية ضمن سياق التقارير المترجمة.

 في هذا التقرير، تكشف رصد كيف فبركت صحف خاصة تقريرين نشرهما موقعي “الإندبندنت” ، و”فوربس” حول قناة السويس وما يوصف بإنجازات السيسي.

  بتاريخ  2-8- 2015 نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا، بعنوان ” تجمع للشخصيات الهامة في حفل افتتاح القناة الثانية ولكن تبقى شكوك حول الأمن ” ووضعت الصحيفة عنوانا فرعياً “القناة مصدر للفخر الوطني لكن هل هناك حاجة لها؟”

أشادت “إندبندنت” في الجزء الأول من المقال بحفر  35 كيلو متر  كتفريعة جديدة وإزالة بضع مئات الملايين الأمتار المكعبة من الرمال كجزء من مجموعة مشروعات ضخمة لتنشيط الإقتصاد المصري .

وأشارت الصحيفة إلى شدة تفاؤل الحكومة بتوقعها بتضاعف العائد الحالي –  3.2 مليار استرليني – إلى 8.5 مليار استرليني بحلول عام 2023.

لكن الصحيفة قالت في مقالها أيضا: “الحقيقة ربما تخالف هذا التفاؤل الشديد إذ تعتمد حركة الملاحة في القناة على حركة التجارة المنخفضة أصلا منذ 2005”.

وذكرت أن المسؤولين المصريين لم يفصحوا عن مصدر توقعاتهم المرتفعة لكن مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، قال :”إنها تقديرات خبراء عالميين”.

و نقلت الصحيفة عن المحلل المالي حسام أبو الغول القول بأن أي أرقام تصدرها الحكومة هي توقعات متفائلة إذ انه من غير المتوقع أن تزداد الإيرادات بشكل كبير ، كما أن القناة القديمة تعمل بأقل من طاقتها.

 وبالنظر إلى ما ترجمته الصحف المصرية “الخاصة” نقلا عن الإندبندنت، نجد أنها قد تجاهلت تماماً أكثر من نصف التقرير و لم تشر إلى أي شئ منه  فاختارت المصري اليوم عنوان “إندبندنت”: قناة السويس الجديدة «رمز للفخر الوطنى» ” ولم تشر من قريب أو بعيد إلى الإنتقادات التي وجهتها الصحيفة إلى المشروع وجدواه الإقتصادية.

 

أما صحيفة الوطن، المقرية من الأجهزة الامنية، فتجاهلت جميع الإنتقادات الموجهة للمشروع كلية مكتفية فقط بنقل تخوف الصحيفة من حدوث عمليات إرهابية أثناء الإفتتاح.


    واكتفت صحيفة “فيتو” المملوكة لرجل الأعمال نجيب سويرس، “بتقرير مختصر بعنوان”: 
الإندبندنت: قناة السويس الجديدة رمز لقدرة المصريين على الإنجاز.

نموذج آخر على تضليل القارئ هو مقال  لكاتب رأي  متخصص في الإقتصاد بمجلة “فوربس” الأميركية أكبر المجلات الإقتصادية على مستوى العالم بعنوان “إنجاز قناة السويس يظهر التقدم الإقتصادي.. لكن ماذا عن الأمن؟”.

 

في مقاله، ثمن الكاتب حفر التفريعة الجديدة للقناة ورأى أنه خبر اقتصادي هام مشيراً إلى توقع الحكومة بزيادة عدد السفن المارة يومياً من 49 إلى 97 ، لكن الكاتب قال أيضا، إن الحكومة في مصر ليست منتخبة وهي التي أطاحت بحكومة الإخوان، و تم الحكم على كبار الشخصيات في الإخوان بأحكام عدة من بينها عقوبات الإعدام، وهذه البيئة تزيد من تجنيد المتطرفين. ورأى الكاتب أنه ليس من السهل أن يطور السيسي الإقتصاد عن طريق الديكتاتورية كما فعل حسني مبارك.

و ختم الكاتب بالقول “هؤلاء الذين يأملون في مستقبل أفضل لمصر ربما يكونوا على صواب، فإنجاز قناة السويس سوف يساعد على تقديم مصر لنفسها على المسرح الدولي إذ تتجه البلاد إلى الإتجاه الصحيح لكن يجب ألا يتم نسيان أن الإستقرار هش”.

اللافنت أن ترجمة صحف رجال الأعمال، الوطن، والمصري اليوم واليوم الساب،ع  للتقرير تشابهت إلى حد كبير ، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن كيفية حدوث ذلك، و كالعادة  تجاهلت هذه الصحف الإنتقادات التي وجهها  الكاتب لنظام السيسي من قمع للحريات وهو ما يؤدي إلى زيادة التطرف، كما أن الصحف الثلاث، نسبت  ما جاء بالمقال إلى “فوربس” وهو ما  يخالف الأعراف المهنية من أن محتوى المقال يعبر عن رأي كاتبه و ليس رأي المؤسسة التي قامت بنشره، و هو ما تحرص عليه معظم المؤسسات الصحفية و تتعمد ” فوربس” كتابة ذلك بجوار اسم الكاتب كما يظهر في الصورة التالية.

ووصفت الصحف الثلاث كاتب المقال “كريس رايت”  بأنه محلل اقتصادي بالمجلة، لكن عبر توثيق السيرة  الذاتية للكاتب نجد أنه صحفي حر “Freelance ”  ولا ينتمي للمجلة إذ يعرف نفسه بأنه صحفي حر متخصص، مهتم بالأعمال والمال .

 

 وحذفت اليوم  السابع آخر فقرة في المقال، إذ قالت في ترجمتها: “واختتم المحلل الأمريكى مقاله بالقول إن أولئك الذين لديهم أمل فى مستقبل أكثر إشراقا لمصر، قد يكونون على حق، مؤكدا فى الوقت ذاته أن مشروع قناة السويس الجديدة، يعد إنجازا كبيرا، وسوف يساعد مصر على أن تقدم نفسها على الساحة العالمية باعتبارها ماضية قدما فى الاتجاه الصحيح” كما تظهر الصورة التالية، و لم تكمل الفقرة إلى نهايتها وهي “لكن يجب ألا يتم نسيان أن الإستقرار هش”.

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023