تنبهت السينما المصرية أخيرًا لفترة المراهقة، وأستطاعت أن تجعل من أصحابها أبطالًا على شاشتها بكامل عيوبهم، وذلك من خلال أول فيلم مصري يلعب بطولته مجموعة من المراهقين، وهو فيلم “الجيل الرابع”، الذي يحتوي على عدد من المواقف التي قد يقع فيها المراهق يوميًا، بعكس الأفلام الأحنبية الخيالية كتجربة “الرجل العنكبوت” المنقذ لكل ضعيف من أجل فتاة شقراء، أو مراهق آخر يمتلك سيارة قديمة لتتفاجأ بعد ذلك أنَّه مُحارب جاء من كوكب آخر ليساعدك في إنقاذ الأرض من بطش أبناء جسده “المتحولون”.
فيلم “الجيل الرابع” بدأ الإعداد له وفق صاحب فكرته، السيناريست عمرو سمير عاطف، حينما أوضح -عبر حسابه الخاص على موقع “فيس بوك” أن أول “draft” للعمل كتب منذ خمس سنوات عام 2010، وكان يحمل الفيلم وقتها اسم “عيال سيس”، وبعد العديد والعديد من التعديلات التي قامت بها ورشة كتابة مكونة من محمد إسماعيل أمين ومحمد حماد ومحمد قنديل الشهير بـ”أنديل”، توصل فريق العمل إلى السيناريو الذي شاهده الجمهور بالسينمات المصرية، خلال إجازات عيد الأضحى الماضي بعدسة المخرج أحمد نادر جلال.
تكون الفريق التمثيلي من ثلاثة مراهقين يقفون للمرة الأولى أمام الكاميرا، إلى جانب المراهق الرابع بالعمل أحمد مالك، الذي شارك في بطولة عِدة أعمال سينمائية أهمها الجزء الثاني من “الجزيرة”، وفيلم “أهواك”.
واعتبر منتج العمل ذلك مغامرة كبيرة للغاية لم يقم من قبلها أي منتج، باستثناء منتج فيلم “أوقات فراغ” والذي لجأ منتجه إلى العديد من الفنانين الكوميديين الذين أصبحوا في الخمس سنوات الأخيرة تميمة الحظ الناجحة في أي فيلم كوميدي مبني على سيناريو جيد، وذلك لتمتع هؤلاء الفنانين بموهبة تمثيلية حقيقة من ناحية، وإضافة أكثر من اسم سينمائي معروف يجبر المشاهد على الذهاب لمشاهدة فيلم يقدمه.
قصة الفيلم
تدور قصة الفيلم حول يوميات أربعة مراهقين بمرحلة التعليم الثانوية، يحاول أحدهم أن يصاحب زميلته بالمدرسة وابنة ناظر المدرسة في الوقت نفسه، ولكن لأن الفتاة التي اختارها قلبه لم يكن يعلم أنها فتاة لعوب، يجد هذا المراهق نفسه وبصحبة أصدقائه الثلاث أمام العديد من المشاكل ومطاردون من الداخلية المصرية وعصابة إجرامية وكذلك جماعة إرهابية في التوقيت نفسه، وهو ما يخلق العديد من المواقف الكوميدية.
أظهر سيناريو الفيلم مدى سذاجة الأربعة مراهقين، للتمكن من خلق أكبر كم ممكن من المواقف الكوميدية، وساعد وجود نجل نادر جلال على مقعد المخرج، في خروج العمل بصورة مبهرة، بالأخص مشاهد المطاردات والأكشن التي خرجت على مستوى عالٍ من الحرفية.
غياب القائد
لم يكن من بين أبطال الفيلم المراهقين اثنان أو واحد يملك من المقومات ما يجعله يوجِّه فريقه دائمًا، ويكون القائد لهم في رسم طريقة هروبهم ممن يطاردونهم، كما نشاهد في الأفلام الأميركية التي تحرص دائمًا على أن تظهر بطلها أيًا كانت فئته العمرية حتى لو طفل على أنه الأكثر ذكاءً والأقدر على التعامل مع أحلك الأمور من مثيله في كل دول العالم، على الرغم من أن الواقع المصري أظهر قدرة هؤلاء المراهقين على التأثير والتغيير، كما حدث في ثورة الـ25 من يناير المجيدة.
إيرادات مرضية
استطاع الفيلم، بعد أربعة أسابيع كاملة من طرحه، أن يُحقق صدىً طيبًا من حيث آراء النقاد ورضا الجمهور، فبشكلٍ عام لا يوجد ناقد تحدث عن الفيلم إلا وأكد أنّه من نوعية الأعمال التي تتخطى مزاياها عيوبها ونقاط ضعفها.
وعلى الرغم من ذلك، لم يحقق الفيلم أرقامًا ضخمة بشباك التذاكر أو بالمقارنة مع الأرقام التي حققتها التجارب التي طرحت معه في التوقيت نفسه، ولكن إذا نظرنا للإيرادات التي حققها حتى الآن بالنسبة لفيلم لا يوجد في أسماء أبطاله أحد النجوم الذين تتعدى أجورهم الجنيه الواحد ذا الـ6 أصفار، تعتبر مُرضية بشكل كبير بعدما قاربت على الوصول إلى المليون الخامس وفق آخر إحصاء أصدرته غرفة صناعة السينما المصرية.