واصل أهل “المحروسة” إحجامهم عن الإدلاء بأصواتهم لليوم الثاني على التوالي في الانتخابات البرلمانية، وبذلك فشلت 3 رهانات للنظام والإعلام المصري الذي زعم أن من خلالها سيزداد الإقبال في المرحلة الأولى من تلك الانتخابات، والتي سنستعرضها معكم في هذا التقرير:
نصف إجازة للموظفين
في ظل الانخفاض المحلوظ في نسبة المشاركة، منحت الحكومة العاملين بالقطاع العام إجازة لمدة نصف يوم في محاولة على ما يبدو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتحسين نسبة إقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، ولكن استمر عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
انخفاض درجة الحرارة
وأرجع التليفزيون المصري العزوف عن التصويت إلى ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يصعب على الناخبين الإدلاء بأصواتهم نهاراً، بحسب ما قال بعض مذيعي التليفزيون المصري، إلا أنه ومع بزوغ الليل انخفضت أكثر أعداد المشاركين في الانتخابات.
القرى
وعلى الرغم من أن الإعلام المصري بمختلف قنواته راهن على كثافة التصويت المعتادة في القرى، فإن معظم لجان القرى في المحافظات الأربعة عشر التي تقام فيها الانتخابات شهدت عزوفا واضحا للانتخابات.
وشهدت لجان الإسكندرية إقبالًا ضعيفًا في مختلف اللجان، وأشار مراقبون إلى أن نسبة التصويت لا تتعدى 1.5%، وشهدت لجان كفر الدوار بالبحيرة إقبالًا ضعيفًا.
واستمر عزوف الأهالي في مراكز البحيرة الأخرى عن المشاركة، رغم تحرك قيادات النور، وعلى رأسهم رئيس الحزب يونس مخيون.
وشهدت لجان سنورس بالفيوم، توجيه الناخبين للإدلاء بأصواتهم لمرشح معين، ففي دائرة إبشواي ويوسف الصديق يقوم المرشح مصطفى الروبي بعمل دعاية في اليوم الثاني للتصويت من خلال مكبرات الصوت لدعوة الناخبين.
إعلام دون رؤية
ووصف الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أداء الإعلام المصري في تغطية الانتخابات، خاصة في اليوم الأول، بأنه عديم الرؤية، إذ وضع مبررات وهمية لإقناع المشاهد بأن العزوف أمر طبيعي على حد قوله.
وأضاف “العالم”، في تصريح لـ”رصد”: “لقد لاحظنا خلال الساعات الأولى من اليوم الأول للانتخابات البرلمانية، محاولة جميع الفضائيات تبرير قلة الأعداد، بكل الأشكال الممكنة، حتى وصلت بها الحال للتوسل إلى الناخبين للنزول والإدلاء بأصواتهم”.
وأشار إلى أن الإعلام المصري تعمد تناسي التحليلات السياسية والاجتماعية التي أدت إلى العزوف، ولجأ لمبررات غير واقعية، فدرجة الحرارة لم تكن مرتفعة، والموظفون لم يشاركوا رغم الإجازة، كما أن أغلبية الشعب ليسوا موظفين.
وتجرى الانتخابات في 14 محافظة هي “الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح”.
ويبلغ تعداد من لهم حق التصويت في تلك المرحلة 27 مليونًا و402 ألف و353 ناخبًا، يتوزعون على 103 لجان انتخابية عامة، في حين يبلغ عدد المراكز الانتخابية 5460 مركزًا يضم كل منها مجموعة من اللجان الفرعية.