امتلأت المجالس النيابية، في كل العهود، بالكثير من المواقف التي أثارت جدلًا ليس فقط تحت قبة البرلمان ولكن أيضًا خارجها، بعضها كان كوميديًا، والآخر كان مشتعلًا وصل إلى حد التراشق بالأحذية.
برلمان 1924 وأزمة عشرة آلاف جنيه
طلب النائب ويصا واصف أفندي، في إحدى جلسات برلمان 1924، باعتماد مبلغ عشرة آلاف جنيه، للارتقاء بالفنون الجميلة، واعترض وزير المالية حين ذاك؛ لعدم وجود رؤية محددة لديه لكيفية تطوير الفنون، واشتد النقاش بين النائب والوزير، إلا أن المجلس وافق في النهاية على طلب النائب رغم تحفظات وزير المالية.
برلمان 1950 آخر برلمان في العهد الملكي
افتتح برلمان عام 1950 في عهد الملك فاروق، وألقى فيه النحاس باشا خطبة العرش، وظل هذا البرلمان حتى إلغاء الملكية وتولي الضباط الأحرار مقاليد الحكم.
إملاءات عبدالناصر لبرلمان “57”:
بدأت أزمات البرلمان في عهد عبدالناصر، في الظهور حتى قبل أن يعقد مجلس برلمان 1957 أولى جلساته؛ فقبل انعقادها بساعات نشرت “الأهرام” خبر اختيار عضو مجلس قيادة الثورة عبداللطيف البغدادي، كرئيس لمجلس الأمة بالإجماع، دون الرجوع إلى النواب أو إجراء اي انتخاب لاختياره، مما تسبب في مشكلة داخل اولى جلسات المجلس، وجاء هذا الموقف معبرًا عن شكل الحياة السياسية في عهد عبدالناصر.
السادات “لا يسأل عما يفعل”
قالها الشعراوي في 20 مارس 1978 “والذي نفسي بيده لو كان لي من الأمر شيء لحكمتُ لهذا الرجل الذي رفعنا تلك الرفعة وانتشلنا مما كنا فيه إلى قمة ألا يُسألَ عمَّا يَفعل“، ولكن هذه الجملة رغم التصفيق الهائل داخل أروقة المجلس أزعجت الشيخ عاشور محمد نصر، عضو مجلس الشعب، الذي صرخ وسط القاعة “مفيش حد فوق المساءلة لنرع الله” والذي أعقبها جلسة لرفع الحصانة عن الشيخ.
برلمان “الفول واللب والشيكولاتة” في عهد مبارك:
فى إحدى جلسات البرلمان، برئاسة رجل القانون الدكتور فتحي سرور، قام نواب تحت القبة بـ”قزقزة” اللب والفول السوداني، بينما كان يقوم أمين تنظيم الحزب الوطني، رجل الأعمال أحمد عز، بتوزيع قطع من الشيكولاتة على أصدقائه وأحبابه في البرلمان.
سياسة رفع الأحذية:
رفع عضو البرلمان أشرف بدر الدين، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، الحذاء، في وجه العضو حسن نشأت القصاص؛ حين وجه القصاص اتهامه لزملائه المعارضين بالعمل لمصلحة “أعداء مصر” مما أثار صياحًا كبيرًا داخل القاعة، ودفع بدر الدين لرفع الحذاء في وجه المنتمي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم خلال مناقشة للجهود المصرية لإغاثة الفلسطينيين في قطاع غزة، وأزمة الجدار العازل.
وقام بالفعل نفسه النائب المستقل طلعت السادات؛ حيث رفع حذاءه في وجه رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وقتها، أحمد عز، بعدما اتهمه السادات بالتعدي على أراضي الدولة والتلاعب في البورصة.
كما رفعه النائب علي لبن، أثناء كلمته، لكنه لم يوجهه إلى أحد، وقال: “حذائي ضد الكيان الصهيوني، وموجه ضد إسرائيل فقط وهي لا تعرف إلا لغة هذا الحذاء”.
برلمان ما بعد “الثورة”
في عام 2012، انعقدت أولى جلسات البرلماني المصري الذي انتُخب بعد ثورة 25 يناير، وتوجهت له جميع الأنظار الداخلية والخارجية، الداعمة له والمعارضة لرصد مخالفاته وأخطائه، ولم تنتظر كثيرًا، فشهدت أولى جلسات المجلس وإدلاء القسم عدة مشاهد غريبة، أولها تعديل شكل القسم حسب هوية كل مرشح؛ فأضاف ممثل حزب النور “ما لا يخالف شرع الله” وآخر “وأن أعمل على استكمال مطالب ثورة 25 يناير، وعدم إضاعة حق شهداء الثورة”.
ورفض أحد النواب الإدلاء القسم إلا بعد تكرار اسمه وذكره بشكل صحيح.
وأثار النائب ممدوح إسماعيل، جدلًا للمرة الثانية بعد تغييره في نص القسم، برفعه الأذان في منتصف إحدى الجلسات، وعقب انتهائه من الأذان وجه الكتاتني للنائب أن هناك مسجدًا تؤذن فيه، هذه القاعة للحديث، لا تزايد، لست أكثر منا إسلامًا، ولست أكثر منا حرصًا على الصلاة.
من جانبه، أكد “إسماعيل” أنه سبق وقدم عدة طلبات للكتاتني لوقف الجلسات أو إظهار إشارة إلكترونية للصلاة، لكنها قوبلت كلها بالرفض، وأضاف أنه تم قطع الصوت عنه أثناء كلامه للكتاتني.