ذكر شهود عيان ووسائل إعلام أن مدينة القدس تحولت إلى ثكنة عسكرية بفعل الإجراءات الإسرائيلية التي نصبت متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة والأقصى للتدقيق ببطاقات المصلين، فضلاً عن تسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة في المدينة وشوارعها وأزقتها وحواريها وإغلاق محيط البلدة القديمة.
وفرضت الشرطة الإسرائيلية قيودًا على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى؛ حيث سمحت فقط للرجال فوق سن 45 عامًا من مواطني القدس والفلسطينيين داخل الخط الأخضر بدخول الحرم.
وانتشرت أعداد كبيرة من الجيش الإسرائيلي عند مداخل القدس، وتم تشديد إجراءات مراقبة الساحات العامة ومحاور الطرق الرئيسية للمدينة، كما تم نصب مزيد من الحواجز لتفتيش كل فلسطيني يريد دخول المدينة.
وكان نشطاء من مدينة القدس أطلقوا حملة “مش خايفين” دعوا خلالها المواطنين الفلسطينيين إلى تحدي الإجراءات الإسرائيلية، والتواجد في الشوارع والطرقات والأسواق المقدسية، بالإضافة إلى التواجد في باب العامود أحد أشهر بوابات القدس القديمة.
مجلس الأمن يبحث وقف العنف
ناقش مجلس الأمن الدولي الجمعة “أعمال العنف” الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأعلنت الأمم المتحدة أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيقدم تقريرًا عن الوضع على الأرض خلال الاجتماع الذي قال دبلوماسيون إن تنظيمه يأتي بطلب من الأردن العضو بالمجلس.
وأضاف دبلوماسيون أنه من غير المخطط في الوقت الحالي أن يطرح أي مشروع قرار، لكن ربما تكون هناك محاولة لدفع المجلس لإصدار بيان يهدف إلى حث الجانبين على “كبح العنف”.
انتقاد أوباما وغضب نتنياهو
عبرت حكومة الاحتلال عن غضبها من إشارة الولايات المتحدة إلى أنها ربما استخدمت القوة المفرطة لمواجهة هجمات بالأسلحة البيضاء ينفذها فلسطينيون.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته “استخدمت قوة مشروعة وأن أي بلد آخر سيستخدم القوة ذاتها للتعامل مع أشخاص يحملون سكاكين وسواطير وفؤوسًا ويحاولون قتل الناس في الشوارع”.
فتح وحماس يد واحدة
دعت حركتا حماس وفتح في بيان موحد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى المشاركة الفاعلة والواسعة في مظاهرات الجمعة والتي انطلقت عقب صلاة الجمعة، مطالبة الفلسطينيين بـ”إشعال المواجهات في جميع مناطق التماس، ردًا على جرائم القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ووفاء للأقصى والشهداء والأسرى والجرحى”.
وذكر البيان، “إن الجموع الغفيرة التي ستخرج غضبًا في وجه الاحتلال، ستوجه رسالة الشعب الملتف حول خيار الوحدة والمقاومة”، داعية إلى “رفع العلم الفلسطيني” في تلك التظاهرات.
في غضون ذلك، دعت منظمة التحرير والسلطة لتقديم شكاوى لمحكمة الجنايات الدولية على جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت إنه “آن أوان اللحظة التاريخية الاستثنائية للرد على جرائم دولة إرهاب الاحتلال والمستوطنين بالخطوات العملية”.