رغم الدعم الإعلامي العربي للانتفاضة الفلسطينية، إلا أن التناول الإعلامي المصري للانتفاضة، شهد بعض الهجوم عليها من قبل سياسيين وإعلاميين، أو استغلال الأحداث للهجوم على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وهو الأمر الذي يوحي لكثير من المتابعين أن الإعلام المصري يقف في خندق واحد مع الموقف الإسرائيلي ويدعم الصهاينة على حساب القضية الفلسطينية.
عيسى يسخر من الانتفاضة
وسخر الإعلامي المقرب من النظام إبراهيم عيسى، من الانتفاضة الفلسطينية، التي اندلعت أخيرًا بالأراضي الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقلل من شأنها، وانتقد غياب وجود رؤية، وإستراتيجية لها، على حد زعمه.
ولم يقدم عيسى بديلًا للانتفاضة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاكاته المتصاعدة، بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، والمقدسات الإسلامية، سوى وقف الانتفاضة نفسها، والامتناع عن طعن من اعتبرهم “مدنيين عابرين من الإسرائيليين”، مبديًا أسفه لطعنهم.
جاء ذلك في أحدث مقالاته، بجريدة “المقال”، التي يرأس تحريرها، الإثنين، تحت عنوان: “سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين”.
بلا خطة أو سقف سياسي
وفي البداية، قال عيسى “الانتفاضة تحقق عند الفلسطيني الإفراج عن حمم غضبه، والصراخ في وجه ظالميه، حتى لو كانت دون نتائج، ولا خطة عمل، ولا سقف سياسي، ولا تدرج تكتيكي، ولا إستراتيجية واضحة”.
وأضاف “هذا يرشح انتفاضة الغضب لفشل جديد، إن اكتفت من انتفاضها بالغضب، خصوصًا أن المشهد العربي المحيط بفلسطين مريع في هزاله، وهزله”.
وتابع: “إذا كان التباهي الوطني، وتبديد الثروة العربية من أجل الحرب ضد بعضنا البعض، والزهو المثير للشفقة، ببطولاتنا في قتل بعضنا البعض.. فهل يمكن لتلك الدول أن تتضامن مع فلسطين؟”.
وأضاف “اتضح أن الدول العربية تدخر طائراتها ورصاصاتها ومدافعها بل دماء أبنائها لتحارب جارتها العربية”.
وأكمل: “هذا أمر يدفع إذن الفلسطينيين للتروي في الانتفاضة قليلًا”.
وتساءل: “أليس على الفلسطينيين أن يتمهلوا قليلًا في انتفاضتهم؟”، وقال: “المؤسف أن الفلسطينيين حين يقررون الغضب (إن كان الغضب ينتظر قرارًا أصلًا)، إنما يطعنون الإسرائيليين بالسكاكين”.
واستدرك: “اسمحوا لي -وسط حمى الغضب- أن أختلف على هذه الفعلة، وأكاد أشعر معها أنكم تخذلون قضيتنا النبيلة حين تستخدمون سكاكين لطعن عابري سبيل أو أفراد يمرون هنا أو هناك”.
وتابع: “المقاومة إن كان، ولا بد أن تكون مسلحة، فليس بتوجيهها إلى مدنيين عابرين بل إلى عسكريين محتلين”!
طعن المستوطن الإسرائيلي ليست مقاومة
وأضاف “أما أن يندفع أحدهم لطعن شاب إسرائيلي يمر في طريق أو مستوطن يعبر إشارة مرور، فهذا لا هو مقاومة، ولا هي نبالة، ولا هي تخدم قضية التحرر، ولا تعبر إلا عن سيل غضب غطى على العقل، فأعماه، وأغرقه”.
وتابع: “إن عمليات التفجير والتفخيخ للمقاهي والمحلات وللمركبات العامة الإسرائيلية، على كثرة ما حصلت في انتفاضات سابقة، أثبتت فشلها في أن تساعد قضيتنا بل أفشلتها، وكان لزامًا على أي منا، وقد أيدنا حماسًا وغضبًا، أن نتحفظ على افتقادها للمبرر الأخلاقي، وإهدارها لقيم الإنسانية”.
وأكمل: “ليس بقتل مدنيي العدو يتحرر الوطن، وبالتأكيد فإن سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين”.
تعاطف عنصري
ومن جانبه، وصف المخرج السينمائي عمرو سلامة، تعاطف العالم العربي مع عمليات الطعن التي ينفذها شبان فلسطينيون ضد المستوطنين الإسرائيليين، بأنه “تعاطف عنصري”.
وقال”سلامة” -عبر “فيس بوك”-: “إن المتعاطف مع القضية الفلسطينية بنازع إنساني بحت، لو كان الموقف معكوسًا، وكان العرب أو المسلمون هم اللي بيغتصبوا أراضي إسرائيلية وبيقتلوا العزل فيها كان هيتعاطف برضه لو شاف نفس الصور؟”.
وأضاف “العالم محتاج ناس مستعدة تنتقد أبناء نوعها ودينها وتيارها لما يكونوا بيعملوا أفعال ضد الإنسانية وبيجرموا في حق الآخر”.
وتابع: “معظمنا كعرب ومسلمين -أو حتى مسيحيين- لسّه مش كده، لسّه بنتعاطف بشكل مشروط، وشكل الجثة بيأثر فينا على حسب كانت في أنهي صف ومكتوب في بطاقتها إيه، ولما نبدأ نتجاوز التفاصيل ونبص على الإنسان كإنسان، وقتها بس يمكن يبقى لينا سعر”.
وسائل إعلام مصرية تهاجم حماس
فيما لجأت وسائل إعلام مصرية، إلى وسيلة أخرى للهجوم على المقاومة الفلسطينية؛ عن طريق اتهام حركة حماس باتهامات باطلة بمحاربة الانتفاضة.
ونسبت صحيفة مصرية إلى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أنها تمنع سكان غزة من المشاركة في “انتفاضة السكاكين”، الراهنة، التي تجتاح الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستندت صحيفة “البوابة” المصرية، اليومية، المقربة من المخابرات المصرية، إلى تصريحات منسوبة إلى “مفوضية الإعلام والثقافة الفلسطينية”، التابعة لمنظمة فتح، تقول فيها إن وزارة الداخلية في غزة، أصدرت قرارًا بقانون، باعتبار المنطقة الفاصلة بين إسرائيل والقطاع بعمق ٥٠٠ متر، منطقة عسكرية مغلقة يمنع الدخول إليها، وأن من يدخل إليها يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
وبحسب الصحيفة، نقلًا عن المفوضية، يستهدف القرار منع المتظاهرين والمقاومين الفلسطينيين السلميين من الاقتراب من الحدود، ومواجهة جيش الاحتلال.
موسى يتهم حماس بتمويل الإرهاب
وهاجم الإعلامي أحمد موسى، حركة “حماس”؛ حيث اتهمهم أنهم يقومون بتمويل الإرهاب ولم يطلقوا رصاصة واحدة ضد العدو الإسرائيلي، وتركوا الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني.
وأضاف أن كتائب حماس لم تطلق رصاصة واحدة قبل قوات الاحتلال ما يؤكد أن هذه الحركة تعمل لتأمين الحدود الإسرائيلية وليس لتحرير الأراضي المحتلة.