شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

عمال الأجور اليومية بالفيوم.. بين إهمال الدولة وكثرة الديون وقلة العمل

عمال الأجور اليومية بالفيوم.. بين إهمال الدولة وكثرة الديون وقلة العمل
يعاني العديد من العاملين بالأجور اليومية، من حياة رخوة لا استقرار فيها ولا صلابة على أرضها؛ فهم في دوامات مع مجتمعهم المحيط بهم دائمًا

يعاني العديد من العاملين بالأجور اليومية بالفيوم، من حياة رخوة لا استقرار فيها ولا صلابة على أرضها، فهم في دوامات مع مجتمعهم المحيط بهم دائمًا، فلا مدين يعفو ولا صاحب عمل يرحم، إن وجد العمل، كذا الغربة لم تتركهم لحالهم، والرعاية التعليمية والصحية للأبناء في غياب تام.

شبكة “رصد” حاولت في هذا التقرير الاقتراب منهم للتعرف على بعض معاناتهم اليومية..

وفي تصريحات خاصة، يقول شعبان كمال ـعامل بأجر يومي في إعداد خرسانات البناء-: “حياتي في خطر دائم بسبب التعامل المستمر مع آلات البناء، ولكن ليست الخطورة هنا، الشبح الأكبر الذي يحيط بي هو شبح الديون”.

وتابع قائلًا: “منذ زواجي اضطررت لاقتراض المال من أقاربي وجيراني، ومن حينها وأنا أسدد شهريًا فيها من الملاليم التي أتقاضاها باليومية والتي لا تتجاوز الـ40 جنيه يوميًا!، فأي دين أقضي وما الذي يتبقى لأنفقه على أبنائي”.

تعثر في الزواج بسبب ضيق اليد

فيما أشار ممدوح، أحد العمال “أتجوز وأعيش حياتي إزاي! عندي 26 سنة وبشتغل بيومية 30 جنيه، مابتكفيش أي مصاريف، وأبويا عاجز في البيت فأنا اللي بصرف على أمي وأخواتي”.

وتابع قائلًا: “أعمل إيه طيب، كأن الدولة بتجبرنا نسرق عشان نعرف نعيش! وعبر عن استيائه مطالبًا بتوفير فرص عمل ثابتة للشباب للحد من انتشار السرقة وظواهر ترك طلاب الثانوي والدبلومات لمدارسهم لضمان أي عمل مبكر”.

اضطرار لإقعاد الأبناء عن الدراسة

فيما صرخ مدحت المناهري، عامل يومية، في مجال حصاد المزروعات وزراعة الأراضي، قائلًا: “أنا مش عايش، مش مهم أنا، بناتي سابوا مدارسهم، ماهو هصرف على المدارس منين مش لما أصرف على الأكل الأول يوم اشتغل و10 لأ حسب ما حد من أصحاب الأراضي يبعت لينا”.

وتابع: “مش عارف أعمل إيه، وكمان لو مت في أي وقت مين اللي هيصرف على مراتي وبناتي، والمسؤولين ليل نهار كلام ومفيش أي حد بيعبرنا، وحتى لو جت أي معونات من الجمعيات، وقتية مش أكتر من أسبوع وبتخلص، دا احنا عيلة”.

الغربة داخل الوطن

وفي سياق آخر، اشتكى مصطفى عبدالله، عامل باليومية، من أنه متغرب داخل وطنه، وأكد -في حديثه لـ”رصد”- أنه يضطر للسفر إلى القاهرة أو أكتوبر أو أي محافظة كبيرة والغياب عن أسرته وأولاده أكثر من 15 أو 20 يومًا بحثًا عن لقمة العيش الحلال”.

وتابع قائلًا: “اليوميات في الفيوم مابتعديش 50 جنيه يوم ما تزيد، إذا لقيت أصلًا مكان تشتغل فيه، لذلك بنضطر ندوق المر ونتغرب وبشتغل من الصبح لحد المغرب، ولا أصحاب مكان بيكرموا ولا مسؤولين بيقدروا، بس أهو اهون من الفيوم يدوب بكفي حاجاتي وطلبات البيت”.

وأضاف “المصيبة لو حد من ولادي تعب ساعتها بنداين عشان نعالجه، والبشوات حتى في برامج انتخاباتهم معبروش عمال اليومية ولا قالوا نثبتهم في وظايف ولا أي حد معبرنا”.

واشتكى أيضًا من الغربة التي تعرض لها فقط حين أفلس من حوله في تقديم مساعدة العمل له!.

فيما أكد عزت بهاء، سائق بيومية 60 جنيه على توك توك يمتلكه أحد جيرانه، أنه “لديه 9 أولاد، ومع ذلك فإن خوفه ليس بسبب الأكل والشرب” بحسب قوله، لكن جل خوفة أن يضطر لإخراج أبنائه من التعليم بسبب ضيق اليد.

وتابع قائلًا: “خوفي على العيال يسيبوا مدارسهم، حرام مايتعلموش، وبستلف كل بداية سنة عشان ادفعلهم المصاريف وفلوس الكتب وبداين سنة ورا سنة، أعمل إيه طيب إلا التعليم حرام مايتعلموش”.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023