انتقد رئيس هيئة الشؤون الدينية التركي محمد جورماز هدم الجبال حول مكة وبناء ناطحات سحاب بجوار الكعبة التي قال إنها “تتمتع بقيمة تاريخية”، مضيفًا: من الممكن بدلاً من ذلك بناء مدن صغيرة في سهول جدة يمكنها استيعاب ملايين الأشخاص، مؤكدًا أن معظم الآثار التاريخية الباقية من العهد النبوي في مكة كانت موجودة حتى عام 1971، و”كان بالإمكان الحفاظ على الحالة الأصلية لمكة”، على حد قوله.
وأكد -حسب الأناضول- أن الهيئة على وشك الانتهاء من إعداد تقرير حول حادث التدافع بمشعر منى أول أيام عيد الأضحى الماضي، وأنها ستقوم بإرساله إلى المسؤولين ووزارة الحج في المملكة العربية السعودية.
وقال جورماز إن اللجنة استمعت إلى إفادات شهود العيان، معربًا عن اعتقاده أن عدد الوفيات في حادث التدافع “تجاوز الألف”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد -على حد قوله- “تفسير معقول حتى الآن لحدوث التدافع، وتسببه في وفاة هذا العدد الكبير من الحجاج”.
وعند سؤال جورماز عن سر ارتفاع عدد الضحايا بين الحجاج الإيرانيين من 48 إلى 400 قال المسؤول التركي إن طهران توصلت إلى هذا الرقم؛ لأنها “أصرت على نقل جثامين مواطنيها إلى إيران، في حين أن الدول الأخرى كلها فضلت دفن حجاجها في السعودية”.
كان جورماز قد وجه في السابق انتقادات إلى الطريقة التي يدار بها موسم الحج في مكة مقترحًا التعاون بين الدول الإسلامية في تصريحات تزامنت مع انتقادات إيرانية للرياض سارع بعدها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى إصدار تصريح نفى فيه إدانة تركيا للسعودية، معتبرًا أنه “من غير الصواب إظهار المملكة بمظهر المذنب”.
وكان موسم الحج هذا العام قد شهد هذا العام أسوأ حادثين خلال ربع قرن؛ حيث قتل وأصيب أكثر من 1500 شخص بسبب التدافع عند أداء الحجاج شعيرة رمي الجمرات في صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى، وأتى هذا الحادث بعد أيام قليلة من مقتل 107 أشخاص وجرح 230 على الأقل بعدما سقطت رافعة ضخمة على الحرم المكي.