مقال : محمد عبد الله
إن الرد على اليهود والصهاينة عموما وما يفعلونه بالأقصى هذه الأيام لا يكون بالبيانات ولا بالهتافات.. بل بالفعل، فهم أجبن مما نتصور وأذل مما يصورون لنا.
فبدل التفكير في سحب السفير كما تقول بعض الدول القريبة كان الأولى استدعاؤه منذو اللحظة الأولى والإعلان عن التفكير الجدي في نقض اتفاقية السلام فحينها سترون كيف أنهم أجبن مما تتخيلون.
إن الرد الحقيقي يكون مزلزلا ولا يمكن معه الرجوع إلى الوراء فماذا لو تبنت الدول العربية أو بعضها تمويل عصابات تنشط على حدود العدو مثلما مول الغر ب عصابات اليهود فغزوا أرضنا بإسناد جوي معلن ومباشر.
ماذا لو تم إنشاء جيش القدس والذي لن يكلف الدول الإسلامية أكثر من ألف جندي من كل دولة فمنظمة المؤتمر الإسلامي بها 57 دولة إذا 57000 جندي يتم تدريبهم وإعدادهم جيدا وباستقلالية تامة وبعيدا عن كل الضغوطات والخلافات السياسية وأنا على يقين تام أنها ستجد من القادة والعقول التي ستتبرع لها من يجعلها صاعقة ولا شيء يقف في طريقها.
إن الرد يكون بالمقاطعة العلنية لكل ما هو صهيوني والتلميح إلى رفع المستوى إلى كل ما هو غربي.. لسنا في حاجتهم هم من يحتاجوننا وفي كل شيء، لكننا ولضعفنا لا نعرف كيف نستثمر قوتنا. إن الرد يكون بتوحيد الصف والكلمة والاتفاق على رأي موحد في هذه القضية على الأقل.. وهو أضعف الإيمان.
وبدل اجتماع وزراء الخارجية والداخلية لماذا لا يدعو القادة إلى اجتماع طارئ يتم فيه التوافق على شخصية معينة تكلف بقضية فلسطين ويكون قرارها وما تطلبه وما تتخذه ملزما لكل الدول دون استثناء ودون نقاش.. لنتفق على نقطة واحدة مهما كانت الاختلافات الأخرى ومهما كان الذي يفرق أكثر من الذي يجمع لنتفق في هذه النقطة.. يكون قرار الشخص المكلف بها ملزما للجميع.. ما المانع ؟ماذا لو وماذا لو.. آلاف الأفكار ومئات المشاريع لكن أين المعتصم، بل أين صلاح الدين.
لقد سئمنا الشعارات والمبادرات، تعبنا من الهتاف والمظاهرات، نريد ولو مرة واحدة قرارا ملموسا وله قيمة واقعية على على الأرض.. ردا واحدا يكون مستحقا أن يسمى ردا.
فهل آن الأوان لنكون أصحاب فعل وليس مجرد ردة فعل؟