أدى ارتفاع مستوى المعيشة والبطالة، إلى انتشار ظاهرة “عمالة الأطفال” بمحافظة الفيوم؛ حيث اضطر العديد من الأهالي على منع أبنائهم من الذهاب للمدارس وإرسالهم لساحات العمل لمساعدة أهاليهم في سد احتياجاتهم اليوم، أو بحثًا عن معيل للأسرة بعدما فقدت معيلها الوحيد.
ودون أي اهتمام من قبل المسؤولين في الدولة أو منظمات المجتمع المدني، وتحت ضغط الفقر والحاجة، يضطر العديد من الأطفال للنزول والعمل في المهن المختلفة، ويتحملون في سبيل ذلك العديد من الصعوبات؛ من بينها سوء معاملة أصحاب الورش والمهن، أو صعوبة طبيعة العمل في حد ذاته.
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد”، قال أحمد جويدة، والد أحد الأطفال: “أنا شغال في محطة مياه ومرتبي 900 جنيه وعندي 5 أطفال، فبضطر اشغل الـ3 أولاد علشان يساعدوني في مصاريف البيت ويصرفوا على نفسهم وكمان يتعلموا صنعة تنفعهم بعد كده علشان دلوقتي الواحد بيتعلم ويطلع يقعد على القهوة”.
تزايد كبير في عمالة الأطفال
فيما أكد أحمد سعيد، صاحب ورشة نجارة، أن هناك تزايدًا كبيرًا في “عمالة الأطفال بالمحافظة”، وربما بتشجيع من أهاليهم وذويهم بسبب الفقر والحاجة.
وقال -في تصريحات لـ”رصد”-: “أنا بيجيلي ناس كتيرعلشان يشغلوا أولادهم فأنا بضطر أشغلهم وأنا أصلًا عندى عدد كبير من الأطفال شغالة ومع إني عارف إن شغل الأطفال في السن دي غلط وان المدارس والتعليم أفضل ليهم بس أنا بضطر اشغلهم علشان ظروف أهاليهم”.
شغال عشان أجيب مصاريفي
وأشار عبدالرحمن موسى، أحد الأطفال يعمل بورشة ميكانيكا قائلًا: “أنا بشتغل علشان أجيب مصاريف المدرسة، أروح المدرسة الصبح وآجي الشغل بعد الظهر وده كله علشان والدي مش لاقي شغل في مصلحة حكومية وهو دلوقتي شغال في قهوة وفلوسها قليلة”.
وأضاف عبدالله محمد، وهو أحد الأطفال الذين يعملون في مجال نجارة التسليح، “أنا والدي متوفى وأمي ست بيت وعندي أختين على وش جواز ومعاش والدي مش بيكفي مصاريفنا فانا بطلع اشتغل علشان اكفي على الأقل مصاريف نفسي”.
وقال خالد عثمان، والد أحد الأطفال: “أنا شغال عامل نظافة ومرتبي 500 جنيه وعندي 6 أطفال فبضطر اطلعهم يشتغلوا علشان يساعدوني في مصاريف البيت اللي مبتخلصشي ويجيبوا قرش ينفعهم في الأيام السودة اللي احنا عايشين فيها دي”.
.jpg)
