تحل غدا ذكرى انتصار حرب السادس من أكتوبر، الذي ضحى فيه الآلاف من أبناء مصر بدمائهم لتحرير سيناء، لكنهم لم يتوقعوا لحظة أن تنتهي “أرض الفيروز” بحرب أهلية بين الجيش والأهالي الذين يعانون الفقر والخراب.
ونستعرض لكم في هذا التقرير مراحل مشاريع تنمية سيناء التي انتهت بالفشل:
فكرة لم تنفذ
عقب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بدأ الحديث عن تخصيص ملايين الجنيهات لتنمية سيناء إلا أنه ظل مجرد فكرة حتى نكسة يونيو 1967.
استراتيجية السادات
وضع أنور السادات في إبريل 1974 استراتيجية لتنمية سيناء بعد انتصار أكتوبر، مع مجموعة من علماء مصر تحت عنوان “ورقة أكتوبر”، وأعلن إنشاء الجهاز القومي لتعمير وتنمية سيناء.
مشروع ترعة السلام
منذ إصدار وثيقة تحمل اسم “المشروع القومي لتنمية سيناء” أقرّت في مجلس الشعب في سبتمبر 1995 لدعم سيناء بسبعين مليار جنيه مصري (من المفترض أن ينفّذ المشروع في فترة ممتدة من العام 1995 إلى العام 2017).
ومشروع ترعة السلام كان مصدر أمل لأهالي سيناء، لكن الدولة قطعت المياه عنهم وتم وقف استكمال المشروع.
وطال الإهمال أيضًا مشروع خطة سكة الحديد الإسماعيليّة- رفح، الذي أنشأت الدولة المرحلة الأولى منه.
وصار اليوم بيد اللصوص الذين ينزعون القضبان الحديديّة ثم يغادرون المكان من دون أن يقاومهم أحد، وفقاً لشهادات الأهالي.
التنمية الشاملة والمحافظة الثالثة
عقب ثورة 25 يناير، زاد الحديث عن محافظة سيناء وأهمية تنميتها، فأطلق الدكتور كمال الجنزوري الذي كلفه المجلس العسكري الذي تولى الحكم بعد مبارك بتشكيل الحكومة، خطة تنموية شاملة في سيناء في كل المجالات، تستهدف جذب ثمانية ملايين مصري للإقامة والعمل في سيناء، بالإضافة إلى إنشاء محافظة ثالثة في منطقة وسط سيناء التي تتمتع بثروات معدنية وطبيعية كبيرة ويمكن إقامة مجموعة من الصناعات الكبرى فيها.
وأعلن حينها الدكتور فتحي البرادعي وزير الإسكان والمرافق، أنه تقرر أن تكون الطاقة المستخدمة في سيناء جديدة تعتمد على الطاقة الشمسية والمتجددة للحفاظ على البيئة، كما تقرر التوسع في محطات تحلية المياه لتوفير المياه، لاستصلاح مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
جهاز تنمية سيناء
عقب شهرين من تولي الدكتور محمد مرسي حكم البلاد، تحدث وزير المالية ممتاز السعيد في 11 أغسطس 2012، عن تسريع الإجراءات لدعم جهاز تنمية سيناء، وتوفير جميع الاحتياجات الأساسية وكوادر التنمية ولائحة العمل المنظمة له، مشيرًا إلى تخصيص 10 ملايين جنيه كموازنة تجارية للجهاز، وأنه يجري تخصيص موازنة استثمارية للجهاز.
في 16 يونيو 2013، أطلق الدكتور محمد مرسي وهشام قنديل رئيس حكومته خطة الدولة العاجلة للتنمية الشاملة في سيناء، حيث أعلن المتحدث باسم الحكومة، أن الدكتور محمد مرسي قام باعتماد خطة تنمية سيناء وتم تخصيص مبلغ 4.4 مليار جنيه كاستثمارات عامة في سيناء، كما وجه مرسي رئيس الوزراء بالإسراع في اتخاذ الخطوات المرتبطة بتنفيذ هذه الخطة وتذليل كل العقبات أمامها، بما يلبي مطالب واحتياجات أهالي سيناء.
إسرائيل وراء الأمر
وقال عيد المرزقي الخبير في الشأن السيناوي: “كيف نتحدث عن التنمية في سيناء وهناك الآلاف من البشر جوعى ويقتلهم العطش، ولا يجيدون أبوابا للرزق، فقد أصبح الحديث عن التنمية نذير شؤم ففي كل مرة يعلن النظام عن مشروع تنمية يتم عرقلته وإحباط الأهالي”.
وأضاف المرزوقي في تصريح لـ”رصد”: “إسرائيل رهنت سيناء بتحويل عقيدة الجيش المصري من القتال على الجبهة الشرقية إلى ما يسمى الحرب على الإرهاب وقطع العلاقة بين أهالي سيناء والجيش المصري”.
وأشار إلى أنه من العار أن تتحدث اليوم عن تنمية بعد مرور أكثر من 42 عاما على حرب أكتوبر، وتوقيع كامب ديفيد التي لم يراع فيها أي حق للمواطن على هذه الأرض.