لم تترك سلطات الانقلاب شخصا عارضها إلا وسعت لتكميم فيه، فلم تدع شيخا ولا طفلا ولا شابا ولا شابة ولا أستاذا جامعيا انتقد سياساتها إلا وعاقبته جراء رفضه سياساتها.

فها هو الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، يُعاقب على رفضه سياسات الانقلاب، إذ قرر الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، أمس فصل سيف عبد الفتاح، بدعوى “انقطاعه عن العمل بعد تجاوزه فترة الغياب المقررة لقانون تنظيم الجامعات، الذي ينص على فصل عضو هيئة التدريس عن العمل في حالة انقطاعه لمدة شهر متواصل”.

سيف عبد الفتاح: فصلي.. وسام على صدري

علق الدكتور سيف عبد الفتاح على قرار فصله بقوله: “عندما يأتي قرار فصلي من نظام انقلابي، فهذا وسام على صدري، سأظل أدافع عن حرية بلدي، وحرية أبناء بلدي حتى ألقى الله.. هذا ما عندي وافعلوا ما عندكم”.

وقال الشاعر والكاتب عبد الرحمن يوسف: “أهنئ أستاذي د.سيف عبد الفتاح على فصله النهائي من جامعة القاهرة.. شهادة من الظالمين بقيمة نضالك ضد الاستبداد.. حذاؤك أشرف من المخبر الذي فصلك”.

(function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) return; js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = “//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&version=v2.3”; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور سيف عبد الفتاح من مواليد القاهرة نوفمبر 1954، التحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتخرج فيها في عام 1978 بتقدير امتياز.

ويعمل الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذا بقسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة من عام 1998، ومستشارا أكاديميا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالقاهرة، وعضو هيئة تدريس بجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية، بفرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية.

وشغل عبد الفتاح منصب مستشار ضمن الفريق الرئاسي للرئيس محمد مرسي، لكنه استقال من الفريق الرئاسي المصري يوم 5 ديسمبر 2012، واعتزل العمل السياسي احتجاجا على موقعة الاتحادية، وعقب الانقلاب في الثالث من يوليو أعلن الدكتور سيف، موقفه الصريح من رفض الانقلاب العسكري وكل ممارساته وقراراته.

وشهدت ساحات التواصل الاجتماعي اعتراضا كبيرًا على قرار فصل الدكتور سيف عبد الفتاح، إذ قال الكاتب الاشتراكي تامر وجيه، تعليقا على فصل الدكتور سيف، قائلا: “الرجل المحترم الخلوق، أستاذ الجامعة الذي عارض مبارك وكل سلطة، والعالم النابه المشهود له من الجميع، اشتغل مستشار، من غير فلوس، عند الرئيس الأسبق محمد مرسي، اعتقادا منه أن هذه خدمة للوطن ولأول تجربة ديمقراطية في مصر، ثم استقال من منصبه الاستشاري بعد شهور قليلة، بالتحديد في 5 ديسمبر 2012، معلنا رفضه الاشتباكات عند قصر الرئاسة وانضمامه للثوار ومعارضته لرئيس الجمهورية، ومنذئذ وهو ينتقد تجربة الإخوان في الرئاسة، لكنه يعارض بحسم وبقوة الانقلاب العسكري في يوليو 2013”.

(function(d, s, id) { var js, fjs = d.getElementsByTagName(s)[0]; if (d.getElementById(id)) return; js = d.createElement(s); js.id = id; js.src = “//connect.facebook.net/en_US/sdk.js#xfbml=1&version=v2.3”; fjs.parentNode.insertBefore(js, fjs);}(document, ‘script’, ‘facebook-jssdk’));

وقال الكاتب الاشتراكي وائل جمال، بمناسبة خبر فصل الدكتور سيف عبد الفتاح من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية: “الدكتور سيف درس لي نظرية سياسية يمكن سنة ٩١-٩٢، الدكتور سيف كان عامل طريقة غير تقليدية مقارنة بأساتذة آخرين”.

وأضاف جمال، في منشور له عبر صفحته على موقع “فيس بوك”: “كان بيدرس قضايا مختلفة وبيعرض تحليله ليها. قبل امتحان آخر السنة إدانا الأسئلة اللي هي تطبيقات ومعضلات للقضايا النظرية اللي ناقشناها. ناس كتير ارتبكت إنما ده كان من أمتع الامتحانات اللي عملتها في حياتي (في نفس السنة درّست لي دكتورة كانت أمينة المرأة في الحزب الوطني كان لازم ترص الفصل اللي جاي فيه السؤال كله من محاضراتها التافهة)”.

وتابع: “نسيت أقول إني طول السنة كنت باناكف دكتور سيف بالمناقشة وأرفض أطروحاته، وعملت كده بالظبط في الامتحان.. عملت نقد عنيف (عنيف حقيقي) لأطروحته المركزية وأنا باتعامل مع القضايا اللي كان مديهالنا”.

وأردف قائلا: “قبل ظهور النتيجة بأسبوع قابلته بالصدفة في ممر بالكلية، فسلم عليّ وقال لي إنت جبت امتياز، أنا عرفت ورقتك من مناقشاتك واديتك الدرجة الزيادة اللي وعدتك بيها (د.سيف وعدنا بدرجة إضافية للطالب اللي هيقدم إجابة تختلف مع تصوراته)، أختلف من ساعتها مع د.سيف في حاجات كتير، لكن احترامي له كأستاذ جامعة واثق من نفسه ومن علمه لا يهتز #‏متضامن_مع_د_سيف_عبد الفتاح”.