أرسل طبيب مصري يعمل بالسعودية، رسالة للملك سلمان بن عبدالعزيز؛ يشير فيها إلى وجود دلائل على استخدام “غاز سام” في حادث التدافع بمشعر “منى” الذي وقع أول أيام عيد الأضحى المبارك، وتسبب في وفاة 769 حاجًا.
وأضاف الطبيب المصري، عبدالحميد فوزي، المستشار السابق لوزير الصحة والسكان في مصر، في حديث له مع صحيفة “عاجل” السعودية، أنه توصل إلى هذه النتيجة من خلال ملاحظاته التي سجلها بعد مشاهدته للعديد من الجثث التي سقطت في الحادث، وكذا تواصله مع عدد من المصابين.
وقال الطبيب المصري -حسب صحيفة عاجل- إنه أثناء بحثه عن ابن أخيه الذي فُقد أثناء أداء المناسك بعد حادث منى، وبعد مروره على مستشفيات المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومكة، صادف في هذه المستشفيات نحو 50 حالة فقدان ذاكرة بين المصابين في حادث التدافع، واكتشف أن أغلب المصابين وصلوا إلى المستشفيات في حالة إغماء استفاقوا منها خلال فترة تتراوح بين ساعتين إلى ثماني ساعات، وهم مصابون بحالات فقدان للذاكرة؛ ما دفع المستشفيات إلى تسجيل هذه الحالات تحت بند “مجهول”؛ لعدم قدرتها على التوصل إلى بياناتهم الصحيحة.
وأضاف الطبيب أنّ أرجح التفسيرات لسبب الحادث هو تعرض الحجاج في منى لغاز سام “قاتل”، تسبب في وفاة كل من كان قريبًا من مصدر انبعاث الغاز، بينما أُصيب الموجودون في الأماكن الأبعد بتسمم في خلايا المخ، أحدث نوعًا من فقدان الذكرة والهلوسة، وأصاب البعض بعدم القدرة على التحكم في تصرفاتهم.
وأكد الطبيب المصري أن الفيصل في إثبات ترجيحاته هو تدخل الطب الشرعي، بأن يقوم أحد الأطباء الشرعيين بفحص رئة أحد المتوفين، وتحليل المواد التي ترسبت فيها، للتأكد من وجود غاز سام من عدمه.
وبيَّن أنه أرسل خطابًا بمحتوى ما توصل إليه إلى الديوان الملكي؛ حيث تلقى -على حد قوله- ردًّا مفاده أن خادم الحرمين الشريفين اطلع على نص الرسالة، وكذلك صاحب السمو الملكي ولي العهد، ونقل الديوان الملكي للطبيب شكر خادم الحرمين وولي العهد لحرصه على المشاركة في كشف ملابسات الحادث الذي تعرض له ضيوف الرحمن.
ولم يتحدث أي من المسؤولين السعوديين عن هذا الاحتمال حتى اللحظة.