أعادت صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم الاثنين التركيز على حادث مقتل 769 حاجًا في مشعر منى بسبب التدافع وردود الأفعال، خاصةً من إيران التي طالبت -على لسان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي- السعودية بالاعتذار رسميًّا عن الحادث.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، بحسب” عربي 21″: إنه عندما دخلت قوات عبد العزيز بن سعود إلى مكة، وسيطرت عليها عام 1924، قام بالإعلان عن تعهده بالعناية بالمشاعر المقدسة، وتحسين أوضاع الحجاج، التي قال إنها تدهورت في ظل الحكام الهاشميين من قبله.
وأضافت “الجارديان” بأنه لم تحظ فكرة رعاية الحاكم السعودي للأماكن المقدسة بإجماع في مناطق من العالم الإسلامي، فقد تم عقد مؤتمر وافقت فيه معظم الدول المشاركة على الفكرة ولكن بعد تردد.
وتابعت الصحيفة “أن رعاية الأماكن المقدسة هي المصدر المهم لشرعية العائلة السعودية الحاكمة، التي تعاني من انقسام داخلي سياسيًّا ودينيًّا.
وترى الصحيفة أنه لهذا السبب فقد ظلت رعاية وخدمة الأماكن المقدسة واحدة من عمادين استند إليهما الحكم في السعودية، والعماد الثاني هو الاحتياطي النفطي الهائل الذي لم يكتشف بعد.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك حوادث مشابهة لحادث تدافع منى حدثت، وإن كانت بخسائر أقل؛ ففي عام 2006، ووقع حادث أسوأ في عام 1990، وجاء حادث هذا العام بعد حادث آخر هذا الشهر، عندما وقعت رافعة على المصلين في الكعبة، وهو ما قاد البعض إلى التساؤل عن قدرة السعودية، من ناحية فنية وكونها بلدًا حديثًا، على استخدام ثروتها، لتأكيد معايير السلامة العالية وتجاوز الأخطاء بسبب العجز وسوء التقدير محتومة الحدوث” مشيرةً إلى أن هذا هو قول إيران.
وتحدثت الصحيفة عن مطالبة الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الأمم المتحدة بتحقيق شامل ومطالبة خامنئي بالاعتذار، واصفًة إيران بالمنافس الرئيسي للسعودية، قائلة: “إن السلطات السعودية ستقوم بالتحقيق، ولكن الإيرانيين قد يرفضون النتائج باعتبارها متحيزة للسعوديين”.
وترى الافتتاحية أن الرأي الموضوعي يقول إن كلا البلدين ليست لديه الوسائل الكافية لسيادة المنطقة: إيران الشيعية بسبب خلافاتها العرقية عن العرب، وأن سكان الشرق الأوسط غالبيتهم من السنة، والسعودية بسبب موقعها الجغرافي، وعدد سكانها القليل، فالجائزة التي يريد كل طرف الحصول عليها تظل خارج قدرة أي منهما، ولكن هذا لم يمنعهما من المحاولة، وفي قلب المسألة هي قدرة النظامين على البقاء.
وتنوِّه الافتتاحية إلى أن قدرة الرجال الذين هم في قمة المسؤولية قد تأثرت بالحادث فولي العهد الأمير محمد بن نايف، الذي كلفه الملك سلمان بتوفير السلامة للحجاج، قد تأثر موقعه.
واختتمت “الجارديان” افتتاحيتها بالإشارة إلى أنه يقال إن ولي ولي العهد الأمير الطامح محمد بن سلمان، الذي يدير الحملة العسكرية في اليمن، كان من الذين قادوا حملة النقد داخل العائلة المالكة لولي العهد.