يهل عيد الأضحى، ولا يعرف المعتقلين أو أسرهم طعم الفرح، فقد وكيف ذلك وهم بينهم أسوار وسجان وتصريحات زيارة لا يحصلون عليها، حتى يوم العيد.
الإبن والزوج
“أم عبد الله” يمر عليها ثالث عيد بدون زوجها مختار محمد حسن الذي تعرض لاعتداء من البلطجية هو وابنها عبد الله في 16 أغسطس 2013 بعد صلاة الجمعة في المنصورة، قبل أن يتم اعتقالهما من داخل مستشفى المنصورة العام بعد إصابتهما بجروح خطيرة.
وتم الحكم على زوجها بالسجن 25 عامًا، وعلى ابنها 3 سنوات بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية وارتكاب أعمال شغب، لافتة إلى أنهم لا ينتمون لأي فصيل سياسي.
وتقول أم عبدالله، في تصريح لـ”رصد”: “أصعب شيء أني أرى الجيران والمعارف متجمعين في يوم العيد، وأنا انتظر بلهفة لقضاء مشوار بالساعات لرؤية زوجي الذي لم أره في العيد الماضي”.
وأوضحت أن زوجها مصاب بفيروس “سي”، وكانت تقوم بتهريب الأدوية له عن طريق الطعام أثناء مواعيد الزيارة، لكنه الآن يحتاج إلى عقار “سوفالدي”، وحينما قدمت طلب إلى النائب العام كان الرد عليها “ده عنده فيروس سي هيخف هيخف”.
عيد حزين
وتقول زوجة المهندس أحمد عبد الرحمن عبد الفتاح: “الأزمة معنا ليست في لقاء العيد، بل الأدهى هو لهفتنا للاطمئنان على صحته خاصة وأنه ان بصدد الانتهاء من إجراءات الحصول على عقار “سوفالدي”، نظرًا لإصابته بفيروس “سي”، قبل اعتقاله في أحداث رمسيس، حيث تم ترحيله لسجن استقبال طره، وهناك لا يلقى أي رعاية صحية”.
وأضافت الزوجة، في تصريح لـ”رصد”: “خطورة فيروس “سي” مستقبلية، مؤكدة أنها لن تنتظر علاج زوجها في المراحل الأخيرة للمرض من الإصابة بدوالٍ في القدم أو استسقاء أو تليف، ومن المقرر أن يقدم المحامي طلبا إلى النيابة العامة الأسبوع القادم لتلقي العلاج”.
إسراء الطويل
وتأمل إسراء الطويل المحبوسة احتياطيًا بسجن القناطر في قضاء عيد الأضحى بين أروقة غرفتها الصغيرة وأسرتها وأخواتها.
وروت آلاء الطويل عن تفاصيل آخر زيارة جمعتها بشقيقتها إسراء، قائلة: “زيارة إسراء كانت عبارة عن أنها ماسكة صور القطط التي تقوم إسراء بتربيتها “وودى وعيالها” بتحضنها وتبوسهم وتوريها للسجّانة وتقول شوفوا قططي جميلة إزاي، وتقول خدى اتفرجى يا أم يحيى بس سمّى وقولي ما شاء الله”.
وتابعت آلاء: “قاعدة تقول خلاص أنا خارجة أنا هعيّد معاكوا المرة الجاية آخر مرة أنا خارجة خلاص يا أم يحيى أنا همشى المرة الجاية هروح أعيّد مع قططى وبنسألها فين ورقة الطلبات؟ قالت لأ مفيش طلبات الجلسة الجاية هتكون يوم الزيارة وأنا هخرج متجيبوش طلبات مفيش زيارات تاني”.
شقيق أحمد ماهر
وفى رغبة ملحة من أسرته لزيارة أحمد ماهر مؤسس حركة “شباب 6إبريل”، قال مصطفى ماهر، شقيقه، إنهم مازالوا في انتظار تحديد موعد الزيارة الاستثنائية لعيد الأضحى، متوقعًا أن يواجه التعنت من قبل الجهات الأمنية.
وأضاف “ماهر” أنهم لا يتوقعون أي عفو قريب عن النشطاء السياسيين من قبل النظام الحالي، ناقلاً عن شقيقه قوله له خلال زيارته الأخيرة إنه لا يتوقع أن يقوم النظام الحالي بأي محاولة لتحسين العلاقة مع النشطاء أو مع عمل مصالحة معهم.
ووصف جهود بعض الأعضاء فى المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنهم الكاتب الصحفي محمد عبد القدوس والناشط السياسي جورج إسحاق والناشطة راجية عمران وتصريحاتهم التي ترفض التضليل لما يحدث فى المعتقلات بأنها تعد “بارقة أمل للمعتقلين”.
وأضاف أن “أهالي المعتقلين ما زالوا يقدمون إليهم التماسات ولكنهم ينتظرون رد وزارة الداخلية على تلك التماسات ما يجعل هناك تقييد فى الإجراءات وفى محاولة الإسراع فى الإفراج عنهم”.
حق مسلوب
من جانبه طالب نجاد البرعي الناشط الحقوقي، ومدير المجموعة المتحدة للمحاماة، وزارة الداخلية بفتح باب الزيارات لأسر المسجونين خاصة وأن الأمر انساني من الدرجة الأولى ولا يتطلب تأجيل أو تعنت في إصدار التصريحات أو ما شابه فالأعياد هي لقاء الأهل وليس مقبولا أن يتم منع زيارة أسرهم لهم.
وقال البرعي في تصريح لـ”رصد”: “منع الزيارات هو انتهاك للحقوق الأدمية، فمن حق الأبناء أن يزورا أبائهم وكذلك الأباء زيارة أبناءهم في السجون في أيام العيد”.