تزامنا مع استمرار عملية إغراق حدود غزة بالماء، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها تُجري اتصالات رسمية مع السلطات المصرية لوقف ضخ الجيش المصري “كميات من مياه البحر”، أسفل الحدود الفلسطينية المصرية.
وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة، في بيان له، اليوم الأحد: “إن الحركة أجرت اتصالات رسمية مع القاهرة لوقف هذه الخطوة”، مضيفا: “نأمل في الاستجابة لطلب الحركة، بوقف هذه الإجراءات المرفوضة”.
وأشار إلى أن “إقامة برك مياه مالحة على طول حدود قطاع غزة مع مصر، تمثل خطورة كبيرة على المياه الجوفية، وتهدد أيضا عددا كبيرا من المنازل على الجهة الفلسطينية”.
تجدر الإشارة إلى أن عددا من الأنفاق أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر انهارت بشكل جزئي، بعد تدفق المياه التي بدأ الجيش المصري بضخها فجر أمس، بكميات كبيرة في أنابيب عملاقة مددها سابقًا على طول الحدود.
مخاطر غرق حدود غزة
وتهدد هذه العملية مستقبل التربة وتنذر بتلف تلك المنطقة الحدودية، وسط تخوف سكان مدينة رفح الفلسطينية من انهيار أبنيتهم السكنية القريبة من الحدود.
وسبق لسلطة المياه الفلسطينية في قطاع غزة (حكومية)، أن حذرت من أن “حفر السلطات المصرية لقناة مائية على الحدود مع القطاع، يشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي المائي للمصريين والفلسطينيين على حدٍ سواء، لاشتراكهم في الخزان الجوفي ذاته”.
وخلال تصريحات له مؤخرًا، قال مازن البنا، رئيس سلطة المياه، خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة، في 6 سبتمبر الجاري: “إن أنشأت مصر بركًا مائية أو مدّت أنابيب في أعماق الأرض، تحتوي على مياه البحر شديدة الملوحة بدعوى تدمير أنفاق التهريب، فإن هذا يؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي”.
فصائل فلسطينية تدين
في سياق متصل، أدانت فصائل فلسطينية في قطاع غزة، مساء الأحد، ضخ الجيش المصري “كميات من مياه البحر” أسفل الحدود الفلسطينية المصرية.
وقالت فصائل الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحركة الأحرار، وحركة المجاهدين، ولجان المقاومة الشعبية، في بيان مشترك، إن “ضخ كميات من مياه البحر أسفل الحدود الفلسطينية المصرية حقيقة صادمة”.
وتابع البيان: “هذه الخطوة تُدمّر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وتلوث خزان المياه الجوفية، كما أنها تؤذي أصحاب البيوت المجاورة بالمناطق الحدودية، وتقتل كل أشكال الحياة على هذه الأرض”.
ودعت الفصائل ما وصفتهم بـ”أصحاب القرار والتأثير” في مصر إلى “وقف هذه الجريمة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه”، مؤكدة “تطلعها إلى الدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه”.