تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خبرًا قديمًا عن اختطاف وزير التعليم الجديد الهلالي الشربيني في ليبيا، من قبل مسلحين، أثناء الثورة اليبية؛ حيث عمل الشربيني كمستشار ثقافي مصري قبل اندلاع الثورة الليبية بستة أشهر، وتمت محاصرته في مسكنه هناك أكثر من 15 يومًا؛ نظرًا لخطورة الحركة في الشوارع حتى تمكّن من الخروج والعودة لمصر في طائرة عسكرية.
وعند عودته مجددًا إلى ليبيا، لم يكن القذافي قد قُبض عليه بعد، وكانت تجوب شوارع طرابلس السيارات المحملة بالمدافع وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، فضلًا عن أصوات ضرب النيران، حسب ما يرويه الشربيني.
وعن تجربة اختطافه، قال -في حديث صحفي أجراه قبل عام ونصف العام، مع صحيفة “أخبار اليوم” وتحديدًا أول مارس 2014-: “بدأت القصة عندما أبلغني السفير باختطاف أحد الدبلوماسيين في السفارة المصرية من منزله وطلب مني توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة”.
وأضاف “كنت أقيم في فيلا محاطة بأبواب وأسوار حديدية، وفي الثالثة فجرًا فوجئت بمسلحين يحطمون واجهة الفيلا وأبوابها، وطلبوا مني الذهاب معهم دون مقاومة فاستجبت لهم، ووجدت أسفل المنزل سبع سيارات بها ثلاثة من الموظفين معي في المركز الثقافي.. موكب السيارات تحرك في طريق طرابلس والزاوية حتى وصلنا لمنطقة مزارع بها قصر كبير، ثم أدخلونا لأحد المباني الملحقة به. ووجدت نحو 20 شخصًا من الخاطفين ومعهم الملحق المالي والإداري في السفارة الذي اختُطف قبلي بساعات”.
وتابع: أخبرنا الخاطفون أن مصر ألقت القبض على زعيم غرفة الثوار، شعبان هدية، ولأنهم سيخطفون بقية أعضاء السفارة حتى يتم الإفراج عنه، مشيرًا إلى أنه قال لهم إن مصر بها قضاء نزيه ولا يمكن احتجاز أي شخص إلا إذا ثبتت إدانته بارتكاب أي جريمة، وطالما أن شعبان هدية بريء فسيتم الإفراج عنه في أقرب وقت”.
ويواصل الهلالي روايته: “بعد عدة مكالمات تم إجراء مداخلة تحدث فيها أحد الخاطفين وطلب مني مناشدة الحكومة المصرية بتلبية مطلبهم، فتحدثت بعبارات مقتضبة ووجهت رسالة أرضت الخاطفين وفي نفس الوقت طلبت من المسؤولين دراسة وضع شعبان هدية وليس الإفراج عنه كما طلبوا، ثم نقلوا مكاننا في هذه الليلة خوفا من أن يحدث تتبع لمكان المكالمة وتحديد الموقع”.
وكشف الوزير الجديد تفاصيل عملية الإفراج عنه، فقال: “نقلونا لمنزل جديد، وهناك التقينا بأحد قادتهم الكبار ودار بيننا حوار ثم تحدث معي شاب منهم قال إنه يعرف أن ما ارتكبوه خطأ كبيرًا ولكن ليس أمامهم طريق آخر لأن الشيخ شعبان له قيمة كبيرة عندهم بصفته كان قائدًا لغرفة ثوار ليبيا قبل شهرين. وبعد ساعات قليلة أخبرونا أن الليلة قد تنتهي الأزمة ويتم الإفراج عنا، وهو ما حدث بعد نصف ساعة”.
وأردف: “بعد أن بدأنا بالانصراف، أخذوا الموظفين بالسفارة في سيارة نحو طرابلس وأخبروني أنني والمدير المالي للسفارة سنستقل سيارة أخرى بهدف التأمين، وبعد انطلاقنا توقفوا في مخزن على الطريق، جلسنا فيه ساعة ثم تحركنا مرة أخرى وأدخلونا منزلا آخر، حيث قال لنا اثنان من الخاطفين إنهم أفرجوا عن الثلاثة الآخرين كبادرة لحسن النية، وإنهم لن يفرجوا عنا إلا بعد عودة الشيخ شعبان إلى ليبيا”.
واستطرد الشربيني: “دخلنا في مرحلة جديدة من المفاوضات. وأجروا 30 مكالمة هاتفية مع الشيخ شعبان هدية وآخرين في مصر، وقد تحدث معي الشيخ شعبان في إحدى هذه المكالمات وأبلغني اعتذاره، كما تحدث معي مسؤولين آخرين، وفي السابعة والنصف صباحًا كانت المكالمة الأخيرة من الشيخ شعبان، والذي قال نصًا للخاطفين: “لو مكثت 10 سنوات لن تفرج عني السلطات المصرية قبل اكتمال التحقيق.. أفرجوا عن الدبلوماسيين ولا تسيؤوا لعلاقتي بمصر أكثر من ذلك”، وهنا أفرجوا عنا، ووصلنا مع عضو المؤتمر الوطني إلى وزارة الداخلية الليبية ومنها إلى مصر”.