قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي ” آفي إزاشروف “، في سياق تحليل كتبه بعنوان “هل نحن على شفا حرب أخرى مع حماس”: “إن سياسات مصر الممتثلة في إغلاق معبر رفح و منع تزويد القطاع بالكهرباء وغمر الأنفاق بينها وبين القطاع تزيد من تعقيد الوضع و قد تؤدي إلى قيام حرب جديدة”.
ورأى الكاتب أن الهدف من الصواريخ التي أطلقها داعمو تنظيم الدولة الجمعة الماضية كان قتل الإسرائيليين، متوقعاً أن الهدف من ذلك هو إرسال رسالة إلى مصر وإسرائيل و هي أن الوضع يتطور بسرعة إلى شكل غير مرحب به.
وادعى الكاتب أن قطاع غزة شهد هذا الأسبوع مظاهرات ضد حركة حماس بسبب انقطاع الكهرباء والذي زاد عن عشرين ساعة يوميا نظراً لخفض إمدادات الكهرباء من مصر وغلق المعابر مع إسرائيل بسبب رأس السنة العبرية مما أدى إلى نقص إمداد الوقود إلى القطاع
وما يزيد التوتر، بحسب الكاتب، هو قيام مصر بغمر الأنفاق الحدودية بينها و بين قطاع غزة بالماء، مما أدى إلى إتلاف جزء كبير من البنية التحتية التي بنتها و حافظت عليها حماس بتكلفة كبيرة,
وذكر “آفي” أن الفقر والتعاسة والبطالة وانقطاع الكهرباء والبنى التحتية الفقيرة قد تجمعوا سوياً لجعل الحياة في القطاع لا تطاق.
ورأى الكاتب أنه نتيجة لهذا الوضع المزري فإن هناك أصواتا في الصف العلوي في حماس والشارع الفلسطيني تقول بأن السبيل الوحيد لجعل الأمور أفضل هو جولة أخرى من العنف مع إسرائيل و بعبارة أخرى حرب جديدة، وهذه الأصوات أقلية لكنها تتضاعف كل يوم داخل المنظمة والشارع الفلسطيني.
وبحسب الكاتب فإنه لا حماس ولا إسرائيل تريدان التصعيد، مدعيا أن حماس مازالت تصدر الرسائل التي تقول بأنها تأمل أن تحل أزمة رواتب موظفيها في مقابل السماح لأفراد السلطة الفلسطينية بالتحكم في نقاط التفتيش والمعابر، مبينا أن هذا الموقف ليس بالجديد فالمشكلة تكمن في رغبة حماس في وقوف أعضائها جنباً إلى جنب مع أعضاء السلطة الفلسطينية.
وتابع الكاتب تحليله قائلا: “إسرائيل تفعل ما عليها من أجل تهدئة التوتر لكننا شهدنا سيناريو مماثلا لما يحدث اليوم عند بداية عملية الجرف الصامد قبل 14 شهرا، ثم أيضا لا أحد من كلا الجانبين يريد تصعيد الأمور لكن أزمة حماس السياسية والمالية في غزة تدفعها إلى تصعيد الموقف.
وأشار الكاتب إلى التظاهرات التي انطلقت في الضفة الغربية المنددة باقتحام الأقصى، وهذه التظاهرات تشبه الاحتجاجات التي حدثت في أوئل الانتفاضتين الأولى والثانية، ومما يجعل هذه الإحتجاجات لتكون من عوامل الإحباط و الذي قد يتحول بسرعة إلى فوضى هو أن السلطة الفلسطينية قامت بتفريق هذه المظاهرات بالقوة في بين لحم وجنين.