سادت حالة عامة من الاستياء بين عمال شركة الدلتا لتصنيع الأسمدة والصناعات الكيماوية “سماد طلخا”، بمحافظة الدقهلية، بعد توقف العمل مرة أخرى بالمصنع، رغم عودته للعمل قبل أسبوعين فقط؛ وذلك بسبب توقف ضخ الغاز للمصنع.
وتقوم الحكومة بتحويل الغاز المخصص لتشغيل المصنع، إلى محطة كهرباء طلخا، وذلك لسد العجز من استهلاك الكهرباء بمدن المحافظة؛ معلنة عن توقف العمل بالمصنع تماماً للمرة الثانية بعد توقفه طوال شهر أغسطس الماضي.
وكان المصنع قد عاد للعمل مرة أخرى بعد توقف العمل خلال الشهر الماضي، ولكن فترة العمل استمرت لمدة عشرة أيام فقط من شهر سبتمبر.
وسيطرت حالة من الخوف والقلق على العمال بالمصنع، خشية أن يتم تسريحهم؛ إذ يقول محمد فوزي، أحد العاملين بالمصنع، إنه وبقية العمال تزداد مخاوفهم كل يوم وينتظرون في أي ساعة قرار من إدارة المصنع بتسريح مجموعة من العمال أو بيع المصنع بسبب التوقف المستمر. وأضاف أنهم كثيراً ما قاموا باعتصامات وتظاهرات عمالية، للاعتراض على التوقف المستمر الذي يكبد المصنع خسائر فادحة، مما سيزيد من فرصة طرد عمال او بيع المصنع ولكن دون جدوى.
وأكد فتحي كامل، أحد العمال، أن خسائر المصنع تتزايد عاما بعد عام، قائلاً: “المصنع على وشك البيع ويتوقع أن تقدر خسائر المصنع هذه السنة بـ140 مليون جنيه، في حين قدرت خسارته السنة الماضية بـ50 مليون جنيه. كل هذا لتوفير الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء لبيع الوهم والكذب والتضليل على الشعب بأن أزمة انقطاع الكهرباء تم حلها”.
من جهة أخرى، أكد مصطفى مسعد، أحد الموظفين الإداريين بالمصنع، أن هناك كارثة لا ينظر لها أحد وهي قلة السماد في السوق نتيجة توقف المصنع أغلب الوقت، مما يضطر الفلاح إلى شراء السماد من السوق السوداء بثلاثة أضعاف ثمنه، وهذا يؤدي في النهاية إلى الزيادة الجنونية في أسعار السلع الغذائية. وأكمل قائلاً: “هناك حوالي 12 مصنع سماد على مستوى الجمهورية، لكن نصفهم فقط يعمل ويتوقف النصف الثاني بالتناوب، على سبيل المثال يعمل مصنع سماد طلخا ومصنع سماد دمياط بالتناوب، ففي الوقت الذي يتوقف فيه مصنع طلخا يعمل مصنع دمياط والعكس”.