“بعد أقل من يوم من انتشار خبر اعتقال الصبي المسلم البالغ من العمر 14 عاما، بسبب الظن بأن ساعة منبه صنعها في البيت هي قنبلة، بدأت تعابير التأييد تتدفق من مجتمعه، ومن أنحاء البلاد، وحتى من البيت الأبيض”.
هذا ما قاله هنري جاس خلال تقرير نشره موقع “كريستيان ساينس مونيتور”، حيث يجد التقرير أن هذا التأييد الذي حظي به أحمد محمد قد يخفف من الآثار المحتملة للتعامل، ولو لفترة بسيطة، مع نظام عدالة الأحداث، الذي في العادة يقلب حياة من يتعرض له.
ويورد الكاتب أنه بحسب جون مارش، الذي يعمل مع الأحداث، فإن دعم المجتمع قد يساعد على التخفيف من الخطر، حيث إن الأطفال الذين يحتكون مع نظام عدالة الأحداث يعانون من مخاطر كبيرة، يخفف منها الدعم الذي يحصل عليه الطفل ليطور قوة الاحتمال.
ويشير الموقع إلى أن الحدث بدأ ليلة الأحد عندما انتهى أحمد من تجميع ساعته تنفيذا لواجب منزلي، ولكن مدرسته شكت بأن ما صنعه هو قنبلة، فوجد نفسه في غرفة مع مدير المدرسة وخمسة من عناصر الشرطة. وقال أحمد لـ”مورننج نيوز”: “حققوا معي وفتشوا أغراضي كلها”.
ويبين التقرير أنه تم أخذ أحمد مقيدا، وكان يمسكه شرطيان عن يمينه وشماله إلى مركز توقيف أحداث، وتم أخذ بصماته وتصويره، ووصل والداه ليأخذاه، قبل أن يدخل زنزانة سجن حقيقية. وقال عن تجربته هذه: “جعلتني أشعر كأنني لست إنسانا”.
ويستدرك جاس بأنه حتى لو لم يتم سجنه ولم توجه له تهم، فإن قسم شرطة أيرفنج قال يوم الأربعاء إن مجرد الاعتقال له آثار سلبية على طالب شاب، وأن يتم اقتياده مقيدا من المدرسة له عواقب خاصة، بحسب مارش، الذي قال: “لقد مر بما يشعره بوصمة عار وخزي للاعتقال والاقتياد خارج المدرسة”.
وأضاف مارش للموقع: “إن أثر هذا الاقتياد أو ما يصطلح عليه (perp walk) أشد على المراهقين الذين لديهم حساسية، خاصة كيف ينظر إليهم أصدقاؤهم، فهناك شعور كبير بأن الناس كلهم يراقبونهم”. والكل كان ينظر إلى أحمد يوم الأربعاء، ولكن معظمهم ينظرون إليه للتضامن وتقديم الدعم.
ويلفت التقرير إلى أن هاشتاج “#أقف_مع_أحمد” كان الأكثر تداولا على “تويتر” طيلة يوم الأربعاء، وقام أحمد نفسه بفتح حساب “تويتر” خاص به صباح الأربعاء، وكان لديه 37 ألف متابع مع ظهر يوم الأربعاء. والصورة على حسابه هي صورته وهو مقيد ويرتدي قميص ناسا. وقال فرع شمال تكساس لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية إنه يحقق في موضوع اعتقال أحمد.
ويذكر الكاتب أنه بعد إنشاء أحمد حسابه على “تويتر” بساعات، تمت دعوته إلى زيارة ناسا ومعهد مساتشوسيتس، حيث يحلم أن يدرس، وإلى البيت الأبيض بدعوة شخصية من الرئيس أوباما.
ويكشف الموقع عن اعتقاد الخبراء بأن إظهار التضامن قد يساعد في التخفيف من أي وصمة أو عيب محتمل قد يشعر به أحمد نتيجة للاعتقال، وهو تضامن لا يحصل عليه أطفال آخرون في العادة.
وينقل التقرير عن أستاذ القانون في جامعة فلوريدا جيسون نانس، قوله في مقال سينشر له في دورية “أريزونا ستيت لو جورنال” إن “علينا أن لا نستخف بالآثار السلبية لاعتقال طالب، وحتى عندما لا يقود ذلك الاعتقال إلى إدانة أو سجن”.
ويضيف نانس في مقاله: “إن تم قبول الطالب المعتقل ثانية في المدرسة، فإنه سيعاني من صدمة عاطفية، ومن الوصمة والخجل، وقد تتم مراقبته بشكل أكبر من عناصر الشرطة المتواجدين في المدرسة والمسؤولين والمدرسين”.
ويروي جاس نقلا عن الطالبة كيشوندرا نيل من شيكاجو وصفها كيف أن مدرسيها تعاملوا معها بشكل مختلف بعد أن اعتقلت؛ لأنها مرت بجانب شجار، وتقول: “نظروا إلي وكأني كنت مشاركة في الشجار، ولذلك تم اعتقالي”.
ويفيد الموقع بأن المدارس في طول البلاد وعرضها تعتمد أكثر وأكثر على الشرطة لتأديب الطلاب، ويقول الناقدون إن هذه السياسة قد تؤدي إلى المزيد من الابتعاد عن المدرسة، وبالتالي الانحراف.
وينقل التقرير عن المدير التنفيذي لمركز دراسات العرق والمساواة في التعليم في جامعة بنسلفانيا شون هاربر، قوله: “ما حصل للطالب أحمد هو ما يحصل دائما للطلاب الملونين في المدارس، معظم الطلاب الآخرين الذين يعاقبون بتعليق حضورهم للمدرسة، أو طردهم أو تأديبهم دون وجه حق، معظمهم لا يسمع فيهم أحد، ولا يؤيدهم أحد، ويشعرون كأنهم ارتكبوا خطأ، مع أن ما فعلوه قد لا يكون خطأ”.
ويختم “كريستيان ساينس مونيتور” تقريره بالإشارة إلى قول هاربر: “هذه الحالة نادرة، فهذا الطالب حصل على الدعم الذي يستحق”.