“أين حدث الخطأ في مصر؟” تحت هذا التساؤل بدأت صحيفة “نيويورك تايمز” افتتاحيتها بمناسبة مقتل السياح المكسيكيين في مصر، وقالت الصحيفة -في عددها اليوم- “في هذا الأسبوع حصل العالم على نظرة مثيرة للخوف حول الحرب المصرية المتعثرة ضد المتطرفين، عندما هاجمت مروحية عسكرية قافلة من السياح، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بمن فيهم ثمانية سياح مكسيكيون”.
وتقول الصحيفة -حسبما ترجم موقع “عربي 21”- “تقوم السلطات المصرية بالتحقيق في الحادث، لكن ما هو معلوم أن هذا الأمر كان يجب ألا يحدث، فقد كانت قافلة السياح المكونة من ثلاث سيارات سياحية لا تبعد سوى 3 ساعات جنوب غرب القاهرة يوم الأحد؛ حيث توقفت للتنزه في الصحراء البيضاء عندما قامت مروحية عسكرية بفتح النار عليها، كما جاء في تقرير للصحيفة”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزارة الداخلية المصرية، التي جاء فيها أن طاقم المروحية أطلق النار خطأ على السياح؛ لاعتقاده أنهم متشددون إسلاميون، متساءلة: “كيف يخطئ طاقم مروحية، يفترض أنه يحلق على مسافة منخفضة تمكنه من تحديد الأهداف، في التفريق بين السياح والإرهابيين؟ وهل كانت قوات الأمن تتبع معلومات حصلت عليها من إسرائيل أو الولايات المتحدة؟، وإن كان هذا صحيحًا، فهل كانت المعلومات غير دقيقة، أم أن المصريين لم يفهموها بشكل جيد؟.
وأفادت الصحيفة أن”محاولة حكومة عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، الذي أطاح بأول رئيس منتخب في انقلاب عام 2013، بأن يقوم بحرف المسؤولية لا تثير الدهشة. فقد حملت وزارة الداخلية المرشد السياحي مسؤولية الحادث، وادعت أنه لم يكن يحمل تصريحًا؛ حيث دخلت القافلة (منطقة محظورة)، تنشط فيها عناصر إرهابية. لكن اتحاد مرشدي السياحة وأصدقاء المرشد السياحي وضعوا صورًا من التصريح على الإنترنت”.
وتشير “نيويورك تايمز” إلى أن “الهجوم يعد مأساة للضحايا وعائلاتهم ولمصر أيضًا، التي كانت تحاول التعافي من عدم الاستقرار وترغب بعودة السياحة. ويجب أن تكون هناك محاسبة عامة وكاملة. لكن في ظل الحكم التعسفي المنغلق للسيسي فمن غير المحتمل حصول هذا الأمر”.
