مقال: حاتم عصام
بداية القول, بسم الله ……. “ضد الفساد”, “أنا أول قاضي يقدم استقالته من على منصة القضاء”, “أنا تم حبسي في عهد عبد الناصر و السادات و مبارك”, “كمال درويش هوديه السجن”, “إسماعيل سليم هوديه السجن”, “أحمد شوبير هحبسه”, “أيمن نور عميل”, “البرادعي عميل”, “أنا معايا السي دي بتاعك”, “لو جمال مبارك رشح نفسه أنا هنتخبه”, “أنا أول واحد وقف ضد نظام مبارك”, “لازم نروح ميدان التحرير و نمشي العيال دول من هناك”, “مفيش حاجة اسمها ثورة يناير”, “الإخوان المسلمين أحسن ناس في البلد”,”الإخوان المسلمين عايزين يدمروا البلد”, “هجيبك بلبوس”….. كل هذا و أكثر ستسمعه من شخص واحد هو ….. “الخلوق” مرتضى منصور.
مرتضى منصور محامي, سياسي, رياضي و شخصية إجتماعية و خدمية, معروف ببذائة اللسان, لديه أسرار كل المصريين, فما السر وراءه, هل بالفعل هو شخص ضد الفساد و مناضل, أم هو مدعي و أداة؟.
في الحقيقة مرتضى منصور أداة و برغبته, فهناك أشخاص يتم إجبارهم أو إختيارهم ليكونوا أداة, لكن مرتضى كان دائم البحث كي يكون أداة, السؤال الذي تطرحه الآن عزيزي القاريء هو “أداة في يد من؟”, الجواب, أداة في يد المخابرات العامة المصرية و ليس مجرد أمن الدولة, هذا ما يعطيه القوة التي تحيط به, بمعنى أدق هذا ما يجعله “مسنود”, قوة مرتضى ظهرت في هجومه على الجميع, بالطبع عدا قائد الإنقلاب و الجيش, و لكن أي شخص يهاجمه مرتضى اعلم ان أيامه اصبحت معدودة و هذا ليس فقط من قوة مرتضى و لكن لأن مرتضى لا يهاجم أحد المسئولين الا بتعليمات ممن يحركوه.
مرتضى منصور من مواليد شبرا, ذكي, متكلم, طموح, دائم البحث عن الشهرة, عدنما كان طالبا في الجامعة عام 1971 سأل سيد مرعي أمين عام اللجنة المركزية عند زيارته للجامعة سؤال محرج و لكنه غريب, لا يخرج إلا من شخص يبحث عن الظهور, السؤال كان ” إزاى الأفندية كبار القادة في بلدنا يفكرّوا في تحضير الأرواح وسؤالها عن التوقيت المناسب للحرب؟”, في تقديري الشخصي أن هذا هو التوقيت الذي تم فيه تجنيد مرتضى منصور أولاً لحساب أمن الدولة, فالتجنيد يبدأ أولاً لمصلحة أمن الدولة ثم إذا اثبت الشخص كفاءة تدرج حتى اصبح عميلاً للمخابرات, و أمن الدولة في هذا التوقيت لم يكن يبحث فقط عن الأشخاص الذي يمكن ان يتجسسوا على زمايلهم, و لكن كان هناك مدرسة جديدة مخابراتيه, هي صنع أبطال يجذبون المعارضين للنظام و بالتالي يتحكم النظام بالشعب و مؤيدية و يتحكم ايضاً في وتيرة المعارضة.
مرتضى عُين وكيلاً للنائب العام بالإسماعيلية, قام بالمطلوب و هو شد الإنتباه, فلكي يتم ترقيتك من مجرد مخبر أمن دولة إلى أداة مهمة, يجب أن تلفت الإنتباه, يجب أن تصبح بطل شعبي في عيون عامة الشعب, يجب أن تكون شخص “مشاغب” كي تستطيع تشتيت الإنتباه و تكون وسيلة جيدة لإلهاء الشعب عن مشاكل البلد الأساسية, هذا ما كان يقوم به مرتضى بكل حرافية, فمن قضية لاعب الإسماعيلي هندي إلى غيرها من القضايا الصغيرة التي حولها مرتضى منصور لقضايا رأي عام, كانت المكفاءة ترقية مرتضى و نقله للعمل بالقاهرة, و جاءت قضية عبد السلام الجلود عضو مجلس إدارة الثورة الليبية, القضية كانت دعارة, و رأيي الشخصي أن هذا كان أول تعارف بين مرتضى و المخابرات و أعتقد أنه كان بناءً على طلب مرتضى و ذلك بالنظر إلى شخصية مرتضى عاشق القفز, سيتضح هذا في نهاية المقال, مرتضى أدعى وقتها أن أوراق القضية سُرقت من سيارته و بالتأكيد لم يكن المقابل مادي فقط, بعدها ظهر مرتضى بشكل أقوى لكي يترقى مرة أخرى, فقرر أن يصنع فيلم الإستقالة من على منصة القضاء, قامت الدنيا و لم تقعد, انشغل الرأي العام بشدة و كانت كل وسائل الإعلام تتحدث عن مرتضى منصور, كان هذا سنة 1984 هنا تم ترقيته مرة أخرة, نال مرتضى إهتمام إعلامي كبير ساعده على الدخول في عالم الفن و الرياضة و اصبح وكيلاً الجوهري و غيره من الرياضيين و رفع قضية ضد عادل إمام و كسبها و أقسم على سجنه و كعادته تراجع, ثم حدث شيء لم يصرح به مرتضى سوا مرة واحدة و كانت سهواً في أحدى البرامج, مرتضى منصور في تلك الفترة اصبح المستشار القانوني لمحمود نسيم, و لمن لا يعرف من هو محمود نسيم, هو نديم قلب الأسد في مسلسل رأفت الهجان, و هو واحد من أهم ضباط المخابرات المصرية.
تولى بعدها مرتضى منصب مستشار الريان, و كان هذا بناءاً على توصية اوصى بها أحد كبار رجال الدولة وقتها على أحمد الريان, الذي عينه لسمعته و قوته الإعلامية في ذلك الوقت, مرتضى كان جزء من مؤامرة الدولة على أحمد الريان, بعد أن توحش الريان و استحوذ على جزء كبير من إقتصاد البلد, اقتربت البنوك على الإفلاس, تم تجنيد أشرف السعد و تم تعيين العديد من رجال الدولة و المخابرات في البنوك ثم بدأ مرتضى لعبته بإعطاء استشارات قانونية خاطئة لأحمد الريان ذلك بعد أن نال ثقة الريان التامة, بعدها تم الإيقاع بأحمد الريان و وصلت الدولة العميقة لكل ما تريد, الهاء الرأي العام بشكل غير مسبوق, التحكم في الإقتصاد بشكل كامل, وضع أصابع لها في كل البنوك.
مرتضى بعدها اكمل طريقه و كأن شيئاً لم يكن, علاقة مرتضى بالمخابرات جعلته يعلم الخبايا و أسرار خصومه, كما جعلته يتواصل مع القضاة الذين ينظرون قضايا الرأي العام بل و ينسق معاهم سير القضايا مثلما حدث مؤخراً في قضية التراس الزمالك في فيلم محاولة الإغتيال المزعومة “موقعة البول”, فت تصوير مرتضى مع سامي زين القاضي المختص بنظر القضية يسهرون سوياً!!.
ثم تحول مرتضى لمعارض شرس مصطنع للنظام في التسعينيات و حاول دخول مجلس الشعب أكثر من مرة و لكنه فشل, كما دخل مجلس إدارة الزمالك و كل هذا من اجل شيء واحد فقط, لفت الإنتباه أكثر و أكثر, فالشهرة لها مميزات, الميزة الأولى الترقي داخل الدولة العميقة و الميزة الثانية المال, و كان لمرتضى وجه أخر غير وجه المعارض, فقد كان وكيل النجمات فعمل مرتضى في تلك الفترة مع نجوم فنية كثيرة و كان يبتز من تريد أو يريد أن ينقل الوكالة لمحامي أخر, و هناك مكالمة شهيرة بينه و بين معالي زايد تبرز شكل العلاقة بين مرتضى و الفنانات, عام 97 لم يجد مرتضى فرصة أنسب من قضية عزام عزام كي يجذب الأضواء, فترافع ضده و دخل كالعادة في مشادات مع محاميه “فريد الديب” و الحقيقة أن الأمر كله كان تمثلية, فقد صرح عزام عزام للقاضي بأنه سيخرج, و هذا ما حدث بالفعل.
مع بداية الألفية الثالثة دخل مرتضى البرلمان و بعدها بسنة أصبح نائب رئيس نادي الزمالك و بزغ نجمه بشدة, خصوصاً مع ما كان يفعله في البرلمان فكان دائم الظهور و المعارضة المصطنعة و ايضاً تألق نادي الزمالك في ذلك التوقيت جعله يظهر أكثر و أكثر, لكن مع حدوث إنشقاق سياسي في الحكم و حدوث صراع خفي بين أجنحة السلطة في مصر, إنحاز مرتضى للجناح الرافض لتوريث جمال مبارك مما أدى إلى حبسه بطريقة غريبة سنة 2007 في قضية سب سيد نوفل, كان في هذا التوقيت الجناح الحاكم يحبس و يتخلص من كل أوجه المعارضة في مصر حتى المعارضة الكارتونية لأنه كان يعلم بتحركات الجناح الأخر الرافض لفكرة التوريث.
لم يتمرد مرتضى على دورة, توطدت علاقة مرتضى بالمخابرات و زوج ابنه لابنة أخ معمر القذافي, بالطبع هذا إمتداد طبيعي لعلاقة المخابرات و مجلس قيادة الثورة الليبية من جهة و مرتضى من جهة أخرى, تلك العلاقة التي بدأت بقضية بقضية الجلود, جاءت ثورة يناير, كان مرتضى من أوائل معارضيها, بل كان محرضاً عليها, و بالرغم من كل محاولات أجنحة الحكم في الحفاظ على مبارك إلا أن مبارك سقط, فتحول مرتضى مرة أخرى لنغمة ضد الفساد فرفع قضية بحل الحزب الوطني, و رفض الدفاع عن حسني مبارك, و تم اتهامه في قضية “موقعة الجمل ” لكنه هرب من الشرطة, العجيب أن الداخلية كانت تعلم أين يختبيء مرتضى, فقد كان يختبيء عند زوج ابنته المستشار هشام الرفاعي, لكن الشرطة قالت انها لا تستطيع ان تقبض عليه لأن هناك حصانة لمنازل القضاة!
بعد الإنقلاب توحش مرتضى, ذلك لأن الجناح الذي صنعه و أعده يحكم مصر, فمن جَنّد مرتضى في اوائل السبعينات يحكم مصر الآن, لذلك فمرتضى منصور بالفعل من أقوى الشخصيات في مصر, يمكن أن تقول أنه أقوى من قائد الإنقلاب نفسه, فقائد الإنقلاب إختار موقعاً قد يتم التضحية به في أي وقت, لكن مترضى إختار موقعاً أخر, لا يتم التضحية به و هو البهلوان, السيرك لا يكون سيركاً دون البهلوان.
كلمة أخيرة, للألتراس معركتكم مع مرتضى هي معركة بقاء, ستنتصرون في النهاية, لأن الحق دائماً ينتصر حتى لو طالت مدة الظلم, ستحاكمون مرتضى بما يشفي قلوب المظلومين الذين ظلمهم مرتضى, و الذين قتلهم سواء في ميدان التحرير أو في استاذ الدفاع الجوي, سينال ما يستحقه هذا الكائن, سيكون في مزبلة التاريخ لقتل أحلام الشباب و تشويه أمالهم و زهق ارواحهم, اصبروا و صابروا و رابطوا.
كلمة أخيرة لمرتضى منصور, منتظر “سيديهاتك” و منتظر تلميحاتك البذيئة, و منتظر قلة حيائك, و لكن لي عندك كلمة واحدة” يسقط كل خدام العسكر”.