سادت حالة من الركود غير المعهود داخل أسواق المواشي بمحافظة دمياط، بالرغم من اقتراب عيد الأضحى المبارك؛ ويرجع ذلك إلى الارتفاع الجنوني في أسعارها.
وشهدت أسواق المواشي، والتي اعتادت أن تلقى إقبالا غير مسبوق مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من كل عام، ركودا في عملية البيع تجتاح الأسواق، كما ارتفعت أسعار المواشي ارتفاعا كبيرا هذا العام، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد، بينما علل تجار المواشي سبب الارتفاع بأنه ناجم عن ارتفاع أسعار الأعلاف وانتشار الأمراض التي تصيب البهائم والتي تتكلف مبالغ طائلة لعلاجها.
وتجولت شبكة “رصد” في إحدى أسواق المواشي بالمحافظة، لمتابعة سير عملية البيع والشراء ورصد آراء الأهالي؛ فقال طلعت عبد الستار، تاجر مواشي: “نسبة طالبي الأضحية قلت جدا هذا العام بالمقارنة بالأعوام السابقة، وربما تكون زيادة الأسعار هي السبب، لأن الأسعار فعلا اختلفت عن ذي قبل، لأن الأعلاف في زيادة مستمرة وأسعار العمالة أيضا في زيادة مستمرة، وربما يكون ذلك سببا رئيسيا في عدم جدوى الحملة التي أطلقها العديد من المواطنين لمقاطعة اللحوم للضغط على الجزارين لخفض الأسعار”.
وأضاف: “المشكلة أن تجار الأعلاف ليس عليهم رقابة حقيقية ويرفعون الأسعار كيفما شاؤوا، والحجة دائما جاهزة وهي أن الدولار في زيادة وأن كل شيء مرتبط بالدولار، حتى الفلاح الذي يربي المواشي في أرضه الخاصة يتمسك بأسعار السوق ويرتبط بها، لأنه يريد أن يحقق أعلى نسبة ربح وهو أيضا محق، ولكن إجمالا نسبة المضحين هذا العام قليلة جدا عن العام الماضي، ويبدو أن الكثير من المواشي لديّ ستبقى للعام القادم، وهذا يمثل خسارة بالنسبة لنا كتجار مواش”.
وعلق عبد العزيز، صاحب ورشة نجارة، بقوله: “الكثير من الأهالي كان يضحي بأكثر من ذبيحة نظرا لاتساع الدائرة الخاصة به، لكن للأسف الكثير منهم وربما معظمهم سيذبح واحدة فقط هذا العام، لأن ارتفاع الأسعار يجبرهم على ذلك، وكذلك الكثير ممن كان يضحي بعجل بقر أو جاموس يتراوح سعره ما بين خمسة عشر ألفا وعشرين ألفا سيضحي بخروفين في حدود خمسة آلاف جنيه، وأيضا الكثير من الناس لن يضحوا”.
