شهد موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مساء أمس، حالة من الجدل الكبير بسبب منشور نشره أحد الشباب المدونين والمصورين المصريين، بشأن “تعدد الزوجات”.

وبدأ الجدل حينما نشر المدون والمصور، عماد الدين السيد، منشورًا عبر صفحته الرسمية “فيس بوك” قال فيه: “الإسلام ظلم المرأة لما جعل من حق الرجل الزواج من أربع، يبات الرجل في أحضان زوجاته الأربعة ٣٠ يوما في الشهر، فهن سكن له، وتبات كل زوجة منهن معه أسبوع واحد فقط في الشهر، وتبقى وحدها ثلاثة أسابيع، تكلم نفسها، وتفتقده، وتشعر بالغيرة والوحدة وفقدان الأمان”.

وأضاف في منشوره: “أليس الرجل سكنا للمرأة كما أن المرأة سكن للرجل؟! فلماذا أعطى الله للمرأة فقط ربع سكن، وتركها وحيدة بقية الشهر؟ أليس هذا ظلما؟”، مضيفا: “هذا السؤال الذي كلما قابلت امرأة أجنبية سألتني عنه، ولا أجد له إجابة شافية حتى الآن.. حد يعرف؟!”.

وأجاب عن تساؤله الداعية الشاب أحمد فتح الباب، إذ بدأ حديثه قائلا: “فعلا التشريع ده فيه ابتلاء شديد على المرأة.. التكليف نفسه أمر فيه مشقة على الإنسان.. كل الردود اللي بتقول إن الأصل واحدة (وهو صواب فعلا) لا تناقش أصل الدعوى وهو إن فعل هذا الأمر من حق الرجل.. زي ما الحجاب مشقة، وزي ما تكليف الراجل بوجوب الإنفاق على الأهل مشقة، وزي ما تكليفه بالدفاع عن أهل بيته ولو أدى لقتله مشقة، وزي تكليفه بالجهاد مشقة”.

ومضى “فتح الباب” قائلا: “السؤال بقى: هل هذا التكليف الشاق أو غيره ظلم؟ والجواب: لأ مش ظلم، الظلم لا يتصور في حق الإله أصلا، ربنا بيحكم في خلقه، يحكم بما يشاء كيفما يشاء، وعلى العبد الطاعة والخضوع لأمر الله لأنه أمر الله، ثم إن الله رتب على مشقة التكليف دي (اللي هي محدودة في الزمن ومحدودة في الصعوبة) نعيم مقيم فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فالإنسان بيصبر لما يشوف عظمة الجزاء، وبيصبر لما يشوف حكمة الله سبحانه وتعالى في هذا الكون الواسع، وبيصبر لما يعرف محدودية إمكانياته وتقديره للأمور، وكم من الأمور التي كان يظنها صوابا فتبين له خطؤه فيها”.

أما المصور إبراهيم المصري، مؤيد لتعدد الزوجات، فأجابه قائلا: “يعني لو اتسألت من نفس الأجنبية دي إن الإسلام ظلم المجتمع المسلم إنه يعذبه طالع نازل في الصلوات الخمس في اليوم حتى لو مريض وأجبره يدفع من فلوسه حتى لو غلبان زكاة، وأجبره إنه ينزل يصلي الجمعة حتى لو الجو ولعة، وأجبره إنه يمتنع عن الأكل حتى لو جعان وعطشان في رمضان ونفسه يشرب حتى لو الجو جهنم، مش هتعرف ترد عليها يا عماد؟”.

وعلق أحمد مجدي على منشور “عماد” قائلا: “الإجابة بسيطة.. ده مباح مش فرض، ومباح، لو عملت الشروط تقدر تعمله.. لو ماتقدرش ربنا قال “فواحدة” فالموضوع بسيط.. أنا سألت نساء في الغرب تتقدري تتجوزي اتنين أو أكثر، وكلهم أجمعوا مستحيل”.

واتفقت معه في الرأي سلمى عادل قائلة: “الأصل بالدليل الواضح الكامل هو الزواج بواحدة، والتعدد هو استثناء؛ لأن العدل أساس التعدد .. قال الله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) النساء 129”.

ولم يهدأ سيل التعليقات على منشور “التعدد”، وكانت النساء أشد هجومًا للفكرة ولتقبلها، كما عارض أيضًا كثير من الرجال عبر تعليقاتهم مسألة تعدد الزوجات، ورأوا أن زوجة واحدة هو الأصل، إذ أجابت أسماء نور عبر تعليق على منشوره قائلة: “تعدد الزوجات في الإسلام سنة وليس فرضا يعني اللي بيعمله بيعمله اقتداء بأسباب مش عاطل على باطل”.

بينما قالت ياسمين عبد الفتاح معلقة على المنشوره بقولها: “شرع الله التعدد لتحقيق مصالح الناس، وفي زماننا ده المفاسد والمغريات والفتن عظيمة للرجل والمرأة، وإما يكون في خلل حصل لآلاف الأسر فلازم المجتمع كله يدفع تمن الخلل ده والمصيبة دي، وأظن دي الحكمة من التعدد مع صعوبة الأمر وشدته نفسيا على الأنثى عموما، لكنه بيظل حلا قويا جدا وأبسط شيء المجتمع يغفر الزنا ولا يقبل الحلال”.

أما محمد أحمد فعارض الفكرة قائلا: “أعتقد إن الأصل الزواج بواحدة بدليل النسب الإحصائية 1:1 وآدم وحواء، غير الأدلة الشرعية، وفي رأيي الزواج بأكثر من واحدة هيكون في حالات خاصة مثل قلة عدد الرجال بسبب الحروب (وده اتكرر كثير في التاريخ القديم والحديث)، وفي الحالة دي يجب مراعاة حق من لا زوج لها في الزواج، وتكوين أسرة وغير ذلك بنفس قدر مراعاة رغبة الزوجة في الاستئثار بالزوج”.