ظل الإعلام المصري يروج بعد 30 يونيو 2013 ومنذ الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب، أن البلاد تحتاج إلي رجل عسكري قوي لقيادة المرحلة لعودة الأمن مرة أخري والقضاء علي الفساد، وإنقاذ اقتصاد البلاد من الأنهيار.
ورغم كون السيسي ذو خلفية عسكرية، ويحكم البلاد بعد توليه مناصب حساسة كرئيس للمخابرات الحربية ووزير للدفاع، إلى أن ماشهدته مصر خلال الأسبوع الماضي فقط من حوادث كشف فشل عبد الفتاح السيسي في تنفيذ أي من وعودة بالقضاء علي الفساد وإنقاذ الاقتصاد وعودة الأمن، حيث تنوعت الوقائع مابين فضائح وقضايا فساد كبيرة في حكومته، وإضطرابات أمنية في سينا وفشل اقتصادي واضح، فضلا عن انهيار وانقلات أمني في عدد من أنحاء الجمهورية.
فساد وزراء محلب
فعلي صعيد ملف الفساد فقد شهد الأسبوع الماضي أكبر قضية فساد يتورط فيها وزراء من حكومة محلب حيث تم القبض علي وزير الزراعة الدكتور صلاح هلال، بعد دقائق فقط من تقديمه استقالته، حيث يتورط في قضية رشوة.
وتشمل هذه القضية عددًا من الوزراء الذين لم يتم التحقيق معهم رغم تورطهم في القضية، ومنهم وزير الأوقاف مختار جمعة، ووزير العدل أحمد الزند، وعددًا من الوزراء والمسؤلين بحكومة محلب.
خفض الجنية ونقص الدولار وغلاء الأسعار
وعلي الصعيد الأقتصادي، فبخلاف ارتفاع أسعار جميع السلع فشهد الأسبوع الماضي أنهيار الجنية المصري أمام الدولار، والحديث عن خفض قيمة الجنية، في ظل نقص الدولار من السوق وارتفاع سعرة بالسوق السوداء.
ووتسببت تصريحات وزير الاستثماء عن خفض قيمة الجنية في أزمة بين الحكومة والبنك المركزي.
مازالت الأزمة التي أحثها وزير الاستثمار مستمرة رغم تراجعة عن تصريحاته، حيث اختفي الدولار من السوق السوداء وارتفع أسعاره، تحسبا لزيادته بالبنوك مقابل الجنيه حسب التوقعات.
والمستوى الآخر رد فعل البنك المركزي، الذى وجه أمس، البنوك، إلى الالتزام بإجراءات من شأنها التركيز على تمويل الواردات الأساسية، ومنع استخدام موارد المزادات الدولارية، فى تغطية تسهيلات مؤقتة، ووضع حدود لتوظيف الموارد الدولارية الذاتية للبنوك.
أنفلات أمني وسرقة 50 كيلو ذهب
وعلي الصعيد الأمني، تواصل الإنفلات الأمني الاسبوع الماضي حيث شهد العديد من حوادث السرقة والقتل، كما تواصل انتشار البلطجية.
كما تشهد شبه جزيرة سيناء حرب بين بعض التنظيمات المسلحة، وبين الجيش في سيناء، وقتل المئات من المدنين والعسكريين.
كما شهد هذا الأسبوع أكبر حادث سرقة للدولة، حيث تعرضت مصلحة سك العملة لحادث سرقة، تم اكتشافه صباح أمس الخميس، وبلغت المسروقات أكثر من 50 كيلو جرام من الذهب الخام.
وقالت المصادر إن الحادث تم اكتشافه عند حضور أمين مخزن الخامات بعد قضائه إجازة رسمية لمدة 4 أيام عندما حضر للمصلحة ووجد باب المخزن مكسورًا، ثم اكتشف أن باب الخزنة تم فتحه وهى تحتوى على الخامات الثمينة.
وأسفرت عملية جرد الخزينة عن اكتشاف سرقة 23 قرصا من الذهب عبارة عن ميداليات تم سكها لجوائز الدولة التقديرية، وإجمالى وزنها 22 كيلو جرام من الذهب، إضافة إلى عدد من الميداليات التذكارية التى تم سكها مؤخرا بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة التى لم يتم بيعها حتى الآن.
استمرار الإضطراب في سيناء
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في سيناء ورم كل التعزيزات التي حشدتها الأجهزة الأمنية هناك، لايزال السيسي وحكومته يفشلون بشكل واضح في تحقيق الأستقرار المنشود بسيناء ولاتزال عمليات التفجيرات والهجوم على كمائن الجيش متواصلة حتى اليوم والتي كان آخرها حادث تفجير كمين “الماسورة” برفح والذي أدى لمقتل 4 مواطنين بينهم مرشح للبرلمان.
وأمريكا تعزز من تواجدها
ونظرا للإضطراب والفشل الأمن من قبل حكومة السيسي قررت الولايات المتحدة الامريكية الخميس ، ارسال جنوداُ أمريكيين الى شبه جزيرة سيناء المصرية ، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية “البنتاغون” بيتر كوك الخميس :” إن واشنطن سترسل 75 جندياً أمريكياً إضافياً وعتاداً آخر إلى سيناء، لتعزيز أمن قوة حفظ السلام الدولية “.
وأضاف كوك :” إن عملية النشر ستشمل مفرزة مشاة وفرق جراحات الطوارئ”.
وجاء ذلك بعد الهجوم الذي شنه مسلحون على قوة لحفظ السلام قبل اسبوع في سيناء ، أسفرت عن اصابة 6 جنود من قوات حفظ السلام بينهم 4 أمريكيين .
هذا وأكد البنتاغون في وقت سابق : أنه يوجد أكثر من 700 جندي أمريكي في الوقت الحالي مقرهم في سيناء أغلبهم في الجزء الجنوبي من سيناء.
وبحسب مراقبين فإن الفشل الأمني والإنهيار الإقتصادي والعجز عن توفير أجواء سياسية صحية في مصر، يؤكد زيف الدعاوى التي كانت تقول أن “مصر” تحتاج للرئيس بخلفية عسكرية، دون الالتفات إلى قدراته ومؤهلاته الفعلية لقيادة البلاد.