“رفع العلم الإسرائيلي فوق السفارة الإسرائيلية في القاهرة؛ يمثل بارقة أمل، بعدما اقتحم حشد غاضب المبنى الواقع في الجيزة قبل أربع سنوات”؛ بهذه الكلمات استهل السفير الإسرائيلي السابق إلى القاهرة، تسيفي مزئيل، مقاله في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية حول دلالات إعادة افتتاح سفارت بلاده في مصر.
وأضاف: “تشرف المدير العام لوزارة الخارجية، دوري جولد، برفع العلم للمرة الثالثة فوق السفارة الإسرائيلية في القاهرة أمس الأربعاء، وكان مدير عام وزارة الخارجية السابق، يوسي هداس، هو أول من قام بذلك، يوم 17 فبراير 1980”.
لحظة تاريخية
وأردف: “بعد 30 عاما من الحروب والعداء، كانت لحظة تاريخية حقا، تحقق السلام بين الجارتين، ومعه الأمل في التعاون المثمر لصالح الشعبين، بما يقود- ربما- إلى السلام بين إسرائيل ودول عربية أخرى”.
ووصف مزئيل الاحتفال بالافتتاح، وقبله تعيين السفير المصري الجديد لدى إسرائيل، حازم خيرت؛ بأنهما “خطوتان تشيران إلى تحول إيجابي في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وربما نتيجة لزيادة التعاون الأمني والمصلحة المشتركة في مكافحة الإرهاب الإسلامي في شبه جزيرة سيناء”.
وذكر أن “التوتر بين مصر وإسرائيل تراجع كثيرًا منذ صعود عبد الفتاح السيسي سدة الحكم؛ حيث امتنع عن مهاجمة إسرائيل في تصريحاته، بل لوحظ اعتدال خطابه، رغم تكرار دعمه لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”.
واستدرك: “لكن لا تزال الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام المصرية معادية، وإن بنمطٍ أكثر هدوءًا، رغم نوبات الكراهية التي تنتشر معظمها في الأوساط الإسلامية”.
براجماتية السيسي
وتساءل مزئيل: ما الذي سيحدث الآن؟ هل سيتخذ السيسي القرار التاريخي بتعزيز التعاون الاقتصادي المُلِحّ لمصلحة البلدين، محققا بعد انتظار طويل التوقعات العظيمة لمعاهدة السلام؟”
ويجيب: “حتى الآن يسير الرئيس المصري بخطوات بطيئة وحذرة؛ لتقليل المعارضة في الداخل، ومن الدول العربية، وهو يركز حاليا على الانتخابات البرلمانية المقبلة، وليس ليه رغبة في خوض موضوعٍ لا يزال ساخنا في بلاده، لكنه رجل شديد البراجماتية بدرجة تمنعه من رفض التعاون الذي يعود بالنفع على الطرفين.
كوماندوز مصري لإنقاذ الإسرائيلين
بينما كانت تغطية صحيفة هآرتس أقل احتفاءً بالحدث؛ حيث ركَّزت أكثر على عدم إشارة البيان الاحتفالي الذي أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن السفارة عادت لكن إلى باحة مقر إقامة السفير، مُصَدِّرَة تقريرها بصورة المظاهرات التي اقتحمت السفارة في مثل هذا التوقيت عام 2011.
وأضاف التقرير الذي أعده المراسل ديفيد رافيد: “استسلم مسئولو الخارجية للمصريين الذين رفضوا مرارا وتكرارا مواقع أخرى أكثر شهرة اقترحتها إسرائيل”.
وذكرت هآرتس أن “حراس الأمن الإسرائيليين ظلوا عرضة للخطر طيلة ساعات بعدما اقتحم المتظاهرون مقر السفارة في 2011، ولم تنفرج الأزمة إلا بعدما مارس الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الدفاع ليون بانيتا ضغوطا على نظرائهم المصريين لإرسال قوات كوماندوز مصرية لإنقاذ الإسرائيليين”.