طالبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية قائد الانقلاب بإعادة النظر في سياساته في ما يتعلق بالشباب، وجعل الحكومة أكثر صبرا معهم.
وقالت الصحيفة إن مصر تمر بأوقات صعبة هذه الأيام، فلديها التهديد الذي تمثله حماس -بحسب الصحيفة- جنبا إلى جنب مع تهديد تنظيم الدولة في سيناء، ولديها أسلحة متقدمة تم تهريبها من ليبيا، ولديها الإخوان المسلمون في الداخل.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية الشباب، فهم بلا شك المورد الأثمن الذي يمكن أن تستخدمه الدولة للحفاظ على بقائها وتقدمها لأنهم قادة المستقبل، ويمثلون العمود الفقري لأي دولة.
وتابعت الصحيفة قائلة: “يبلغ تعداد سكان مصر 90 مليونا، 40% منهم تحت سن 25، وهذا يعني أن 43 مليونا منهم تحت سن الخامسة والعشرين”.
وأوردت الصحيفة أنه طبقاً لتقرير سنوي صادر من منظمة حرية الفكر والتعبير فإنه خلال سنة دراسية واحدة، حدث 1522 انتهاكا ضد 761 من الطلاب المصريين، وتشمل هذه الانتهاكات الاحتجاز، وإلغاء الأنشطة الطلابية، وفصل 286 طالبا، بل وقتلت قوات الأمن ثلاثة من الطلاب داخل الحرم الجامعي.
واستهدفت قوات الأمن في هذه الانتهاكات، حسب الصحيفة، الباحثين وأعضاء هيئة التدريس الذين كانوا عرضة لتدخل إدارة الجامعة ووزارة التعليم العالي إذ قاموا بإعاقتهم عن أعمالهم، وشملت هذه الحالات حرمان باحث أكاديمي من درجة الدكتوراه، بعد أن أشار إلى أحداث الثلاثين من يونيو بأنها انقلاب عسكري.
واستطردت الصحيفة: “لقد وثقت وذكرت منظمات حقوق الإنسان العاملة في مصر أعدادا متزايدة من حالات الاختفاء القسري قامت بها قوات الأمن للطلاب والنشطاء خلال الأشهر الثلاثة الماضية”.
وقالت الصحيفة: “كما أن القاصرين كانوا عرضة للاحتجاز العشوائي، فوفقا لمجموعة حقوقية تابعة للأمم المتحدة تعمل في مجال حقوق الإنسان فإن الاحتجاز العشوائي للقاصرين “ممنهج وواسع الإنتشار”؛ إذ تم احتجاز 3200 طفل منذ نهاية يونيو عندما أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي، ووفقا للمجموعة فإن هؤلاء القاصرين تم تعذيبهم داخل أماكن الاحتجاز، حتى يومنا هذا يوجد أكثر من 800 طفل محتجز”.
وختمت الصحيفة تقريرها بكلمة لـ”نيكولاس بياتشهود”، الباحث في منظمة العفو الدولية والمتخصص في الشأن المصري، يقول فيها: “تقوم السلطات الآن بتصفية الحساب مع الشباب الذين تحدوها في يناير 2011، وهم الآن يؤكدون على عدم وجود من يصعد مرة أخرى ليأخذ مكان هؤلاء الشباب”.