ضربت محافظة جدة مساء الثلاثاء، عاصفة رملية مفاجئة، تسببت في حجب الرؤية وتعطيل الحركة المرورية بشكل جزئي، بينما حذر الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة من هذه العاصفة.
وقال الدفاع المدني، في بيان له مساء الثلاثاء: “تتعرض مدينة جدة وخليص وعسفان والأجزاء الجنوبية والشرقية من محافظة جدة لتشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة الارتفاع تتخللها سحب رعدية ممطرة تصحب بنشاط الرياح السطحية تحد من مدى الرؤية الأفقية بسب الغبار، وحسب التنبيه الوارد من هيئة الأرصاد وحماية البيئة فإن الحالة تستمر حتى الساعة 11 من مساء اليوم، والدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة يهيب بكل الأخوة المواطنين والمقيمين بتوخي الحضر والابتعاد عن مصادر الخطر في مثل هذه الأجواء التي تتعرض لها مدينة جدة والأجزاء المجاورة لها”.
وشهدت مختلف أنحاء العالم هذا العام موجة ضخمة من العواصف الترابية عجز الخبراء عن تحديد أسبابها، حيث سلطت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير لها الضوء على أشهر هذه العواصف الرملية، بدءا بتلك التي ضربت روسيا البيضاء محولة نهارها إلى ليل دامس، مروراً بعواصف الصين الأربع وحتى عاصفة الشرق الأوسط الرملية الضخمة.
عاصفة روسيا البيضاء “المروعة” تم تصويرها من إحدى الشقق السكنية ببرج شاهق الارتفاع في مدينة ساليهورسك جنوب العاصمة مينسك، حيث أغرقت السحب الترابية الداكنة المدينة في ظلام دامس، مما اضطر سائقي السيارات لتشغيل الأضواء حتى يتسنى لهم رؤية الطريق.
ومن أشهر العواصف الرملية أيضاً تلك التي ضربت مدينة جلمود شمال غرب الصين في مطلع أبريل الماضي، ورصدت العدسات تلك العواصف الرملية الحمراء الشرسة والتي أدت إلى انخفاض مستوى الرؤية إلى أقل من 30 متراً.
كما شهدت الصين أيضاً 3 عواصف رملية ضخمة على مدار العام الجاري.
وقال بعض الخبراء إن التغير المناخي الذي يشهده العالم حالياً والذي صاحبه ارتفاع شديد في درجات الحرارة من الممكن أن يجعل بعض المناطق عرضة للعواصف الترابية.
فى الجانب الآخر شهدت منطقة الشرق الأوسط أيضا العديد من العواصف الرملية الضخمة هذا العام، حيث شهد الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق وإيران عواصف ترابية شديدة في إبريل الماضي.
وفي فبراير اجتاحت عواصف رملية مستعرة كما أطلقت عليها الصحيفة البريطانية، إسرائيل وفلسطين ولبنان ومصر، مما تسبب في ارتفاع كبير في مستوى البحر الأبيض المتوسط.
العواصف المحملة بالغبار والأتربة والتي جاءت من أقصي الصحراء الكبرى في شمال إفريقيا حجبت الرؤية تماماً في القاهرة آنذاك وجعلتها كجزء من كوكب المريخ، كما يظهر بالصور، كما أدت إلى إغلاق مؤقت لمطار القاهرة الدولي.
ومن أشهر العواصف أيضاً تلك العاصفة الرملية الشديدة والتي شقت طريقها عبر المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وصولاً إلى الشرق الأقصى والهند وباكستان خلال سبعة أيام.
تلك العاصفة أدت إلى تعطل الدراسة في العاصمة السعودية الرياض وقتها.
ومن جانبها، تؤكد دراسة لوكالة الفضاء ناسا أن ما يقرب من نصف الغبار الموجود في الغلاف الجوي حالياً ناتج عن تغيرات بيئية ناجمة عن نشاطات بشرية، مثل الزراعة والرعي الجائر وقطع أشجار الغابات.