نعرب عن الإدانة والاستنكار، هذا هو موقف جامعة الدولة العربية الذي لم يتغير منذ تأسيسها عام ١٩٤٥ حتى الآن، فلم تتمكن من اتخاذ أي موقف واضح وصريح إزاء قضايا العرب الشائكة بدءا من الأزمة الفلسطينية وانتهاء بالأزمة السورية.
الطفل السوري المنكوب
وأحدث المواقف الاستنكارية التي اتخذتها الجامعة، حينما عبر الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه الشديد لما يعانيه الشعب السوري من تهجير ولجوء ونزوح ومعاناة خارج سوريا وداخلها، بينما لم يتم اتخاذ أي قرار بشأن رفع القيود على استقبال أهل سوريا.
وجاء ذلك تعليقا على معاناة السوريين الفارين من الحرب في سوريا، والتي تجلت إحداها في صورة طفل سوري غارق لفظته المياه على شاطئ منتجع سياحي تركي، ضمن 12 لاجئا سوريا قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية.
وقال “العربي”، في تصريحات صحفية بمقر الجامعة العربية: “أعرب عن أسفي الشديد”، مقرا بعجز الأمانة العامة للجامعة في معالجة تلك المشكلة بقوله: “إن معالجة موضوع اللاجئين أكبر من أن تقوم به الجامعة العربية”.
عدم التدخل
ورغم مآسي ومعاناة الشعوب العربية خاصة الفقيرة بشأن التجاوز على حقوقها وحرياتها، كانت جامعة الدول العربية تتذرع بميثاقها الذي يحرّم التدخل في الشؤون الداخلية ويؤكد احترام السيادة، ولا يتناول من بعيد أو قريب مسألة الدفاع عن حقوق الإنسان.
القرار لا يسري على الجميع
ويمكن للقرار أن يتخذ بالأغلبية ولكنه لا يسري إلا على من صوت لصالحه، هكذا يدار الأمر داخل الجامعة العربية، مما حولها إلى مجالس للحديث فقط، دون اتخاذ قرارات فعلية، فمن يرى مصلحته في الموافقة على القرار فيطبقه بنفسه ولن يدعمه أحد.
القضية الفلسطينة
منذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1984، وما تلاه من أحداث ومذابح، أشهرها حريق المسجد الأقصى والرقص بداخله وشرب الخمر، وعمليات الحفر التي تجرى تحته من قبل سلطات الاحتلال، وخلال العشر سنوات الماضية شنت إسرائيل 3 هجمات على قطاع غزة، إلا أن الجامعة العربية اكتفت في كل ذلك بالاستنكار والشجب والإدانة دون أي موقف حاسم..
حرب العراق
رغم إثبات العراق عدم امتلاكه سلاحا نوويا فإن جامعة الدول العربية التزمت بإعلان رفض الحرب، في الوقت الذي كان بعض العرب يساعد في تهيئة وإعداد الأرض والسماء التي تنطلق منها الحرب على العراق من خلال القواعد المنتشرة في دول الخليج العربي على العراق، والتي تمتلئ بالجنود الأمريكيين، كما كانت مصر بوابة لعبور حاملات الطائرات عبر قناة السويس.
قضية داعش
ومع بدء هجمات تنظيم “الدولة” اكتفت جامعة الدول العربية بموقف دبلوماسي، حين حذرت من خطورة تفاقم الأوضاع الأمنية في العراق، مؤكدة أنها تتابع بقلق بالغ هذه التطورات وتجري اتصالات مع مختلف الأطراف.