كشف جهاز الاستخبارات الميداني في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحديين كبيرين في الوقت الراهن يقابلانه في الضفة المحتلة وقطاع غزة، ويعمل على التغلب عليهما.
ووفق ما نشر موقع “والا” العبري نقلاً عن العقيد في الجيش الإسرائيلي “كوهين” فإن التحدي الأول يكمن في شارع “443” في الضفة المحتلة، أما الثاني فهو زي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” المشابه لزي جنود الاحتلال.
وقال “كوهين”: إن التحدي الذي يواجهونه بالنسبة لشارع “443” بسبب الأحداث الأخيرة التي جرت فيه ضد المستوطنين وجنود الاحتلال من عمليات طعن وعمليات رشق حجارة وغيرها.
وجلب جيش الاحتلال تعزيزات على طول الطريق للحصول على السيطرة الكاملة في شتى المجالات المتنقلة والثابتة.
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أنه قريبًا سيتم استخدام بالونات المراقبة على المركبات؛ “فهي تسمح لنا بأن نكون مطلعين على الأوضاع في الشارع لحظة بلحظة”، بالإضافة إلى تلقي الجيش سيارات بها أجهزة استشعار ومراقبة عن بعد قادرة على مراقبة الشارع أولاً بأول.
وعن التحدي الثاني الذي يواجه جهاز الاستخبارات الميدانية، قال “كوهين” إنه يتمثل في معرفة جنود حركة “حماس” والتفرقة بينهم وبين الجنود الإسرائيليين في أي مواجهة مقبلة.
وأكد أن التحدي الأكبر حين تصبح المواجهة في الأماكن المأهولة، فـ”القسام” يتنكرون بزي الجنود الإسرائيليين، وهذا ما حدث في المواجهة بين الطرفين في حرب2014.
ووعد العقيد في جيش الاحتلال جنوده بالعمل للتغلب على ظاهرة تنكر “القسام” بزي الجيش الإسرائيلي.
فما هو الشارع رقم 443؟ وما أهميته؟
يبلغ طول الشارع 31 كيلومترًا، يمر بمسافة 15 كيلومترًا داخل الضفة الغربية (منطقة جنوب غرب رام الله)، وهو يصل مستوطنات شمال القدس مع مستوطنة موديعين (غرب رام الله) وصولاً إلى اللد ومنطقة “تل أبيب”.
يبدأ الشارع من المنطقة الصناعية الاستيطانية “عطروت” شمال القدس، ثم يتجه غربًا مرورًا من جانب قرى شمال غرب القدس: بير نبالا والجديرة وبدو وبيت سيرا وقطنة وبيت اكسا، ومن عند قرى جنوب غرب الله: بيتونيا وبيت عور التحتا والفوقا وصفا وخربثا المصباح وبيت لقيا وصولًا إلى مستوطنة “موديعين”.
تزايدت في الأسابيع الأخيرة هجمات رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على الشارع، بالإضافة لعدة عمليات طعن حصلت مؤخرًا، مما دفع الجيش لإرسال تعزيزات لحمايته وتركيب وسائل مراقبة وحماية جديدة.
وطوال فترة انتفاضة الأقصى تجنب المستوطنون المرور من خلاله بسبب كثرة عمليات إطلاق النار، فضلًا عن الحجارة والزجاجات الحارقة، وقام جيش الاحتلال بمنع مرور الفلسطينيين عليه لمدة عشر سنوات من 2004م إلى 2014م حيث سمح بالمرور على قسم بسيط منه (4 كيلومترات).
بعد انتفاضة الأقصى توقفت عمليات إطلاق النار، إلا أن أعمال رشق الحجارة والزجاجات الحارقة استمرت وإن كان بوتيرة منخفضة، وتصاعدت بشكل كبير بعد حرب غزة الأخيرة وبالأخص في الأسابيع القليلة الماضية.
ويقول الكاتب السياسي ياسين عز الدين إن هذا الشارع الذي يمر في قسمه الأكبر من قرى جنوب غرب الله له أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة للكيان الصهيوني.
وأوضح عز الدين أن الهدف من الشارع أن يكون بديلاً أقصر لشارع رقم واحد والذي يصل “تل أبيب” مع القدس، وذلك من أجل تخفيف أزمة السير على هذا الشارع الحيوي، وأيضًا (وهذا الأهم) من أجل إقامة القدس الكبرى وإقامة تواصل سكاني بين “تل أبيب” والقدس.
ويشير إلى أنه طوال 67 عامًا لم ينجح قادة الكيان الصهيوني بإقناع أغلب الصهاينة بمغادرة منطقة “تل أبيب” الكبرى (والتي يعيش فيها أكثر من نصف اليهود في فلسطين)، وهذا يهدد المشروع الاستيطاني في كامل فلسطين، فجاءت فكرة إقامة مستوطنة “موديعين” (وشقيقتها مستوطنة مكابين) على أراضي غرب رام الله (وقسم منها مقام داخل فلسطين المحتلة عام 1948م) لتتوسط الطريق بين “تل أبيب” والقدس، بحيث تغري المستوطنين بموقعها المتوسط هذا ولتخلق نقطة تواصل ديموغرافي هامة بين المدينتين.
وبلغ عدد سكان المستوطنة داخل فلسطين المحتلة عام 1948 (موديعين ومكابين) 85 ألفًا عام 2012م، فيما الجزء الواقع داخل الضفة (موديعين عيليت) بلغ 55 ألف مستوطن.
وفضلًا عن الأهمية في تشجيع الاستيطان خارج منطقة “تل أبيب” وتشجيع الاستيطاني في القدس، فإن مستوطنة “موديعين” تقوم فوق آبار الغاز والنفط التابعة لغرب رام الله، والتي يقوم الاحتلال بنهبها ليل نهار، وفق الكاتب عز الدين.
ويرى عز الدين أن عمليات المقاومة على هذا الشارع تعرقل الصورة الزاهية التي تحاول إغراء المستوطنين للقدوم إلى مستوطنات شمال القدس أو إلى “موديعين”، وحسب موقع “والا” فإنه في الفترة الأخيرة أصبح الكثير من المستوطنين يفضلون المرور عبر الطريق رقم واحد رغم أنه أطول ورغم أزماته المرورية على المرور من طريق 443 الخطير.
وأكد أن شبان القرى التي تقع على جانبي هذا الطريق يلعبون دورًا محوريًّا في عرقلة المشروع الاستيطاني الصهيوني بجوانبه المختلفة: إقامة القدس الكبرى، وزيادة العمق السكاني للمستوطنين خارج “تل أبيب”.