أثارت تصريحات عبد الفتاح السيسي، بعدم وجود لاجئين مصريين وأنه لن يسمح بحدوث ذلك، جدلًا كبيرًا في الشارع المصري، خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من الأسر تعاني من التشرد والإقامة في المخيمات والمنازل المصنوعة من الصفيح.
وكان السيسي قد أكد في تصريحات صحفية، أنه لن يسمح بأن يتحول الـ90 مليون مصري إلى لاجئين في العالم، مؤكدًا أن هذا يحتاج إلى مسؤولية كبيرة أخلاقية وإنسانية ووطنية.
وأضاف السيسي، في حواره للتليفزيون السنغافوري: “شوفوا كام واحد بيُقتل كل يوم في الدول المحيطة بنا وبيموت غرقًا في البحر، وإزاي أوروبا بتعاني من هذه الظاهرة”.
سكان الخيام يصرخون بالقليوبية
تصريحات السيسي دعت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى إعادة نشر صور ومقاطع فيديو تكشف معاناة سكان القبور والعشوائيات والخيم والعشش في مصر، والتي تؤكد أن أحوالهم المعيشية أصعب من أحوال اللاجئين.
وكان موقع “مصر العربية” قد نشر مطلع العام الجاري مقطع فيديو عن مخيمات الخانكة بمحافظة القليوبية، والتي يسكنها 700 نسمة، 101 أسرة تعيش على أرضية أسمنتية، يشترك جميعهم في 3 دورات مياه، طردوا من منازلهم بالقوة.
وظهر في الفيديو أسر بأكملها تعيش في مخيمات، وبكت السيدات وهن يحكين عن مآسيهن بسبب المعاناة في الشتاء والأمطار وعدم وجود مأوى آخر لهم.
مخيمات مصرية بصحراء ليبيا
وأذاعت قناة العربية، فيديو عثور القوات الليبية على عشرات المهاجرين المصريين غير الشرعيين، بعد أن ضلوا الطريق في صحراء ليبيا.
وفي الفيديو يظهر المهاجرون المصريون وقد أقاموا حياة لهم في المخيمات، ويمارسون حياة كحياة اللاجئين.
القبور ليست أفصل من المخيمات
وتتسع في مصر وتزاد أعداد المصريين الذين يقطنون القبور نتيجة فقرهم وإهمال الحكومة لهم، وتحاول الحكومات المصرية المتعاقبة إخفاء الأرقام الحقيقية لسكان القبور في مصر، والذين تعدّ حالتهم المعيشية ليست أفضل من حال العيشة في مخيمات اللاجئين.
ورغم محاولات الحكومة المستمرة إخفاء الأرقام الحقيقية لسكان القبور، كشف مصدر مسؤول في الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، العام الماضي عن بلوغ عدد المصريين الذين يسكنون في القبور داخل 25 محافظة مصرية، 5 ملايين نسمة.
ولفت إلى أن عدد سكان المقابر في إقليم القاهرة الكبرى وحده، الذي يتضمن محافظات القاهرة، الجيزة، القليوبية بلغ 1.6 مليون مواطن.
ويرجع السكن في المقابر بمصر إلى ارتفاع أسعار الشقق والإيجارات، وبحسب إحصائيات غير رسمية فإنه في عام 1898 كان عدد سكان المقابر 10 آلاف، وذلك في منطقة المقابر الموجودة في القاهرة الفاطمية، وتكاثر هذا العدد إلى 25 ألفاً في عام 1910، ثم 50 ألف مواطن في عام 1944، ومع ثورة 23 يوليو وصل العدد إلى 80 ألف مواطن في مجموعة من المقابر والجبانات بالقاهرة والمحافظات، وسط توقعات بأن يصل عدد سكان المقابر إلى 10 ملايين مواطن في عام 2030.
وتتزايد حجم ومعاناة مشكلة المقابر في مصر حيث يتكون المسكن غالبا من غرفة تحت الأرض ودورة مياه، وأحياناً تكون هذه الدورة مشتركة، كما أن سكان المقابر يعانون من انتشار البلطجية وتجار المخدرات وغياب دولة القانون.
