شبكة رصد الإخبارية

تجسيد “النبي” بفيلم إيراني يثر الجدل .. وأزهريون لـ”رصد”: لايجوز شرعا

تجسيد “النبي” بفيلم إيراني يثر الجدل .. وأزهريون لـ”رصد”: لايجوز شرعا
أثار عرض فيلم "محمد رسول الله"، للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، في نحو 143 دار عرض سينمائية في إيران، جدلًا واسعًا، فيما عُرض الفيلم في الافتتاح الرسمي لمهرجان أفلام العالم في مونتريال بكندا.

أثار عرض فيلم “محمد رسول الله”، للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، في نحو 143 دار عرض سينمائية في إيران، جدلًا واسعًا، فيما عُرض الفيلم في الافتتاح الرسمي لمهرجان أفلام العالم في مونتريال بكندا.

وفي الوقت الذي لاقى الفيلم موافقة من بعض الهيئات الشرعية الرسمية  في إيران ، وجهت  بعض  رموز المعارضة الإيرانية انتقادات لاذعة للفيلم، معتبرينه مخالفا لتعاليم الإسلام، لتجسيدة شخص النبي صلي الله عليه وسلم.

كما أبدى بعض مشايخ وعلماء الأزهر الشريف في تصريحات خاصة لـ “رصد” رفضهم الواسع لتجسيد الأنبياء والرسل في أعمال فنية، مؤكدين أن تجسيد “النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم” في الفيلم الإيراني أمر لايجوز شرعا، ويجب وقف عرض الفيلم، ومنع عرضه في البلدان العربية والإسلامية 

قصة الفيلم

ويروي الفيلم، حياة نبي الإسلام “محمد” صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته وحتى بلوغه سن الثالثة عشرة. وهو بذلك يعالج حياة الرسول قبل الرسالة.

ويثير الفيلم الإيراني، الذى تناول قصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، جدلًا كبيرًا بسبب تجسيده المباشر لشخصية النبي محمد، لكن مخرج الفيلم مجيد مجيدي يؤكد أن وجه النبي لا يظهر في حين يظهر باقي جسده.

وتظهر مشاهد الفيلم حركاته بشكل واضح، في الوقت الذي أفتت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، بحرمة تجسيد شخص النبي محمد، وقالت الهيئة إن تشخيص الأنبياء بشكل عام غير جائز في الإسلام، وأكدت أن الهيئات والمجامع الإسلامية في أقطار العالم أجمعت على تحريم تمثيل أشخاص الأنبياء والرسل.

الأزهر يرفض تجسيد النبي

مؤسسة الأزهر الشريف بدروها أبدت رفضها القاطع لتجسيد الأنبياء في أعمال فنية، وقال -في بيان له- “تجسيد الأنبياء صوتًا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض؛ لأنه ينزل بمكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة”.

وفي تصريحات خاصة لـ “رصد” قال الشيخ خالد خليف ـ أحد مشايخ الازهر الشريف ـ  إن الإثني عشرية يكفرون بعض الصحابة، ويعتبرون الأمام في مرتبة أعلى من الصحابة، والكثير منهم يعطون لسيدنا علي مرتبة أعلى من النبي، فمن الطبيعي أن يقوموا بتجسيد شخصية النبي في فيلم سينمائي.

وأضاف -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن مجرد التسمية لا يمكن أن نجعلها كالمناداة الطبيعية، فكيف يتم تجسد شخصية النبي، وأن الحديث عن تغطية الوجه هو تبرير غير مقبول، فلا ينبغي أن نسايرهم.

وأضاف، أن هذا الفعل فُجر ومحاولة التطاول على رسول الله، فيجب أن نقاطع مثل هذه الأعمال وننهى عنها.

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد مصطفي، الأستاذ في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن سبب تحريم الأزهر لتجسيد شخصية النبي يقع تحت قاعدة سد الذرائع التي يؤكدها المذهب المالكي.

وأضاف -في تصريح لـ”رصد”، أنه حتى لو كانت نية من يصنع الفيلم صحيحة فربما سيدفع الفيلم للمفسدة”، ويتساءل الشيخ الدكتور: “فإذا قمنا نحن المسلمون بهذا العمل، فماذا لو فعل ذلك غير المسلمين؟”.

ويروي الفيلم حياة نبي الإسلام من ولادته وحتى بلوغه سن الثالثة عشرة. ولكن مخرج العمل مجيد مجيدي قال إن الفيلم، الذي كان ثمرة أبحاث مطولة أجراها “مع مؤرخين شيعة وسنة”، لا يظهر ملامح النبي محمد، بل إن العمل يتناول العالم المحيط به. وبفضل تأثيرات خاصة لا تظهر ملامح وجه مجسد النبي أبدًا “بل يمكن رؤية ظل جسمه”. وحتى صوته غير موجود في العمل وهناك من يتحدث باسمه في الفيلم.

المعارضة الإيرانية ترفض الفيلم

معارضة الفيلم لم تأت من جهة الأزهر فقط، ولكن من قبل معارضي النظام الإيراني أيضًا، والذين تظاهروا أمام سينما إمبريال؛ حيث عرض الفيلم في افتتاح مهرجان مونتريال بالتزامن مع عرضه في إيران؛ حيث رفع المعارضون لافتات تندد بمساعدة منظمي المهرجان لـ”الدعاية للنظام الإيراني” وندّدت فخرية جواهري، المعارضة للنظام التي تؤكد أنها اعتقلت أربعة أشهر في سجون طهران وتقيم في المنفى في كندا منذ 2007، بفيلم “دفع تكاليفه القادة الإيرانيون. من أجل أن يظهروا للعالم أنهم يكنّون مشاعر طيّبة”، على حد قولها.

ليست المرة الأولى التي يجسد فيها النبي

وتعتبر هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الدراما الإيرانية بتجسيد الأنبياء بل سبقتها أعمال جسدت فيها مريم العذراء وعيسى وزكريا عليهما السلام وهما طفلان في مسلسل مريم القديسة، كما تم إنتاج فيلمين عن إبراهيم وعيسى عليهما السلام.

وفي عام 2010 ظهر فيلم بعنوان “النبي سليمان”، ويتناول قصة سيدنا سليمان وهو من أوائل الأفلام التي استخدمت نظام الديجتيال والجرافيك بقدر كبير في إيران وكان يقسم الفيلم لثلاثة أقسام تنوعت من حكي بسط سيدنا سليمان سيطرته على حكمه وبين صراعات الجن وبني البشر واستمر التحقيق والبحث التاريخي والديني للفيلم لمدة عام ونصف العام، وتمت كتابة السيناريو في ستة أشهر، وقد وصلت ميزانيته مليون دولار، واشتركت جهات رسمية في الدولة الإيرانية في تمويله وبدأ التصوير عام 2007 في ذكرى مولد السيدة فاطمة وتوقف بعد تسعة أشهر بسبب مشاكل إنتاجية حتى تم إنهاؤه، وكان عرضه الأول في مهرجان فجر الدولي عام 2009، وتم عرضه أيضًا عام 2010 وحصل على عدة جوائز من مهرجانات عدة داخل إيران ولكنه لم يحصل على أي شيء خارجها وبلغت إيرادات الفيلم 3 ملايين دولار.

أيضًا تم تجسيد سيدنا عيسى، في مسلسل عرف باسم سيدنا عيسى، وقد أنتج عام 2010 ويحكي قصة حياة سيدنا المسيح من نبوته ومعجزته وتبشيره بسيدنا محمد، وهو من تأليف وإخراج نادر طالب زاده.

وأيضًا في فيلم “إبراهيم خليل الله”، تم تجسيد سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل وهو من إنتاج 2005، يحكي قصة سيدنا إبراهيم ولقائه النمرود وبناء الكعبة وأمر الله بذبحه ابنه إسماعيل الفيلم من تأليف وإخراج محمد رضا ورزي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023