كانت زوجة لمعتقل، ثم صارت زوجة شهيدة ثم أما للمعتقلة إسراء.. إنها زوجة خالد سعيد شهيد الإهمال الطبي داخل سجون الانقلاب بالمنيا.
وتروي في حوار أجرته معه شبكة “رصد” قصة استشهاد زوجها داخل محبسه، قائلة: “زوجي استشهد فجر الأحد الموافق 22 مارس الماضي؛ وخلال آخر زيارة لنا معه كان في حالة صحية سيئة جدا، لدرجة أن ابنتي إسراء قعدت تسأل الضباط في السجن.. مين ده؟ عملتوا إيه في بابا”.
وأضافت: “وقتها والدها مسك إيدها وقالها اثبتوا على الحق وأنا عارف إن أنت بـ100 راجل يا إسراء وقالها خلي بالك من نفسك”.
وحول قصة اعتقال ابنتها إسراء، قالت زوجة الشهيد خالد سعيد: “إسراء قبل ما تعتقل كانت ناجحة في دراستها وجابت في الفصل الدراسي الأول جيد جدا، ووالدها كان فرحان جدًا، بس للأسف اعتقلوها من البيت بعد النتيجة، ووالدها اتأثر جدا وكان صحته تعبانة”.
وعن تفاصيل الاعتقال “إسراء” حكت والداتها: “اعتقلوها من هنا في البيت في وقت الفجر دخلوا، وقالوا عاوزين إسراء خالد، قالت لهم في إيه؟! قالها هاتي تليفونك، قالت له ماعييش تليفون قالها طب هاتي الشريحة، وخدوها مالقوش حاجة، كلها عن البلد واللي بيجرا فيها يعني مفيهاش تهمة، وبعدين قرروا إنهم يأخذوها وينزلوا”.
واستكملت حديثها عن ابنتها قائلة: “وبعدين اتفاجئنا بالتهم موجهة ليها زي حرق مراكز، ومحولات كهرباء وقطع طريق”، واستنكرت والداة إسراء مثل هذه الاتهامات قائلة: “بنتي هتروح تحرق مالهاش أهل يعني؟ بنتي في 3 كلية هندسة هتحرق محولات في بوش والواسطى والمراكز؟”.
ووجهت الأم المكلومة رسالة لابنتها المعتقلة قائلة: “أقولها مزيد من الصبر يا إسراء وهي صابرة ومحتسبة، وإحنا محتسبين، الأمر كله لله عز وجل، واللي عند ربنا مش بيضيع أبدا، وبقولها صبرا فإن موعدكم الجنة، الجنة مش ببلاش، الحمد لله وربنا يثبتنا على الحق دائما”.
كما وجهت السيدة رسالة لقوات الأمن قائلة: “بوجه رسالة لكل سجان ولكل ضابط أمر بحبس البنات، أنت تقدر تستغنى عن أختك أو زوجتك في البيت لمدة شهر؟! من غير أي سبب، وإيه السبب اللي يخليك تحبس بنت وخاصة هي في كلية هندسة، وأسرتها الكل يشهد لهم بالأدب والأخلاق”.
واختتمت رسالتها لرجال الأمن المسؤولين عن اعتقال ابنتها بقولها: “اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.. خافوا ربنا”.
وتوجهت للمتظاهرين ومنظمي المسيرات قائلة “دول أبطال والله العظيم سواء شباب أو بنات أو أطفال صغية”، وأضافت معبرة عن سعادتها بالهتاف لابنتها في المسيرات، قائلة: “ببقى مبسوطة جدا جدا لما يهتفوا ويقولوا.. خرجوا إسراء سعيد، خرجوا بنت الشهيد”.