في الوقت الذي تغلق فيه الدول العربية حدودها مع سوريا، وتمنع دول الخليج والدول العربية اللاجئين السوريين من دخول أراضيها انتفضت الكثير من الشعوب الأوروبية لنصرة الشعب السوري واللاجئين السوريين.
رحيل مرسي يزيد الأزمة
منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو على الرئيس مرسي فقد السوريون الظهير الآمن في مصر، بعدما وفرَّ لهم مرسي فرصة العيش بكامل حقوق المصريين وكفل لهم سبل الحياة الكريمة، إلا أنه ومع التغيير الجذري في بوصلة الربيع العربي وانحراف مسارها ردة إلى الوراء لم يملك أهل الشام فى بلدان العرب ملاذًا سوى البحر فرارًا من الموت إلى الموت.المغرب المغرب ترفض
قرر العاهل المغربي محمد السادس فرض التأشيرة على مواطني بعض الدول العربية، وخاصة من سوريا وليبيا، وصفه متابعون بالتخلي عن اللاجئين العرب، ووضعهم في صدام مباشر مع حكامهم، مضيفين أن غالبية الدول العربية ستسير على نفس الخطى في الأيام المقبلة، مشيرين إلى أن تأشيرة الدخول لن تحل أزمة الإرهاب التي يتحدث عنها البعض.
وفي تقريرها الذي صدر شهر نوفمبر من العام المنصرم، عبرت منظمة العفو الدولية عن صدمتها لعدم استقبال الدول الغنية للاجئين السوريين على أراضيها، ولا سيما دول الخليج التي ينبغي “للروابط اللغوية والدينية أن تضعها في مقدمة الدول التي تشكل مأوى آمنًا للاجئين الفارين من الاضطهاد وجرائم الحرب في سوريا”، على حد تعبيرها.
أوربا تنتفض مع تفاقم الأزمة
ومع زيادة محاولات السوريين الفرار إلى أوروبا عبر البحر وغرق الكثير منهم، وانتشار مشاهد جثث الأطفال الطافية على سواحل شرق أوروبا، تحرك المجتمع الغربي من أجل نجدة اللاجئين ونصرة من خذلهم المسلمين وإيواء من تخلى عنهم العرب، وبدأت الحكومات الأوروبية في إصدار قرارات تمنح السوريين فرصة النجاة من الواقع الدامي في الشام.
الحكومات الأوروبية تسمح باستقبال اللاجئين
أصدرت العديد من الحكومات الأوروبية قرارات بالسماح بدخول اللاجئين السوريين بعد أن كان يتم منعهم سابقًا، وتحرك العديد من الشعوب الأوروبية للضغط علي حكوماتهم لنجدة الشعب السوري، فقد استغلت جماهير الكرة الألمانية مباريات دوري كرة القدم “البوندزليجا”، من أجل دعم ومساندة اللاجئين وحث بلادهم على استقبال القادمين من بلاد الموت، وفتح أراضيهم لإيواء الهاربين من جحيم بشار، وقدمت جماهير الأندية الألمانية لفتة رائعة بحق اللاجئين السوريين، برفع لافتات أثناء مباريات الدوري الممتاز تحمل عبارة “مرحبا باللاجئين”.
جماهير فولفسبورج الألماني لم تغب عن المشهد، ورفعت لافتات ترحيبية بقدوم اللاجئين الى الأراضي الألمانية، مثلما رحبت جماهير هامبورغ أيضًا ورفعت ذات الشعارات الترحيبية.
وجابت مظاهرات حاشدة مدينة “درسدن” الألمانية دون وقوع أي مناوشات، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وردد المتظاهرون خلال المسيرات التي عمت المدينة عبارات، منها “نقولها بصوت عال وبوضوح، نرحب باللاجئين هنا”.
الحكومة الألمانية
وكانت ألمانيا قد أعلنت إلغاءها قانون إعادة اللاجئين السوريين إلى أول دولة أوروبية دخلوها، لاحتواء الأزمة، وتسبب القرار في موجة من الترحيب على مواقع التواصل الاجتماعي.
مظاهرات حاشدة في النمسا
وفي النمسا خرج أكثر من 20 ألف متظاهر في مدينة فيينا تضامنًا مع اللاجئين السوريين وخرجوا ليرحبوا بقطار اللاجئين القادم من المجر، وليمنعوا البوليس من اعتراض دخولهم الأراضي النمساوية.