قالت صحيفة الواشنطن بوست الأميركية: إن جنرالات الجيش بالولايات المتحدة، والمستشارين يرفضون القتال في الخطوط الأمامية بالعراق، في وقت تتعالى فيه صرخات من داخل الكونجرس، تطالب بضرورة وجود قوات على الأرض، وعدم الاكتفاء بالمراقبة الجوية وقصف مواقع تابعة لتنظيم “الدولة” كما يجري حاليًّا.
ونقلت الصحيفة عن قائد سلاح مشاة البحرية الأميركية، روبرت بي نيلر، في جلسة استماع أمام الكونجرس أن كبار جنرالات الجيش الأميركي لا يعرفون إن كانوا هم في حالة حرب أم لا!.
وتشير الصحيفة إلى أن ساحات المعارك الحالية هي عبارة عن منازل وشوارع، ولذا فإن مهمة المستشارين الأميركيين تكون أصعب، خاصة إذا علمنا أن تنظيم “الدولة” يسعى لاحتجاز المدنيين كدروع بشرية، كما أن قواعد الاشتباك والمخاطر التي ترافقها غير محددة الملامح.
وقالت الصحيفة: “في عام 2004 وإبان معارك الفلوجة، نفذ المارينز 540 غارة جوية على المدينة ممّا أدى إلى تدمير قرابة 18 ألف منزل ومبنى، وفي عام 2015 احتل تنظيم “الدولة” العشرات من المدن، ومن ثم فإن القصف سيؤدي إلى جلب مزيد من الانتقادات”.
وتشير الصحيفة إلى أن عددًا من الشبكات الإعلامية تبث مشاهد صادمة لعمليات إرهابية يقوم بها عناصر التنظيم، بعضها يتضمن مشاهد ذبح، متسائلة: “ماذا لو قبض على أميركي وأُحرق حيًّا؟”.
ولفتت إلى الوجود الأميركي في العراق عقب 2011 وقرار الانسحاب من العراق، دفع بالنفوذ الإيراني إلى الواجهة وبات الوجود العسكري الإيراني واضحاً في صفوف القوات العراقية؛ الأمر الذي أدى إلى اضطهاد العرب السنة، ومن ثم جاء ظهور تنظيم “الدولة”.
وبحسب الصحيفة؛ فإن كبار قادة الاستخبارات والقيادة العسكرية والمدنية في البنتاجون ووزارة الخارجية الأميركية، كانوا قد تقدموا بتوصيات بضرورة ترك قوات في العراق، إلا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قرر خلاف ذلك.
وفي الوقت نفسه، وعد الرئيس الأميركي بالعمل على إزاحة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ولم يفعل شيئًا؛ الأمر الذي دفع بالدولة إلى الواجهة، ولذا فإن أوباما بات يواجه عواقب مأساوية كقائد عام، بحسب التقرير الذي نشرته الصحيفة.
ويرى الجنرال “نيلر” -بحسب الصحيفة- أن وجود المستشارين الأميركيين في الخطوط الأمامية لا يضمن النصر، كما أنه يتطلب مزيدًا من التنسيق، مشيرًا إلى أن هذا الوجود إن تم فإنه سيكون على مسافة ذراع من وجود القوات الإيرانية، وبناءً عليه فإنه يضع قواتنا تحت سيطرة حكومة بغداد وهي غير جديرة بالثقة.
واعتبر “نيلر” أن الدعوة إلى نشر قوات في العراق من قبل الجمهوريين هي مسعى تدريجي لتوريط القوات الأميركية بالعراق على غرار ما جرى في فيتنام.
وشدد “نيلر”، في حواره مع “واشنطن بوست”، على أن الرئيس الأميركي ليس لديه سياسة ذات مصداقية لدعم المقاتلين السنة، كما أنها لا تملك حتى الآن تكتيكًا استراتيجيًّا بديلاً.