كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تفاصيل جديدة لعملية أسر الضابط الإسرائيلي “هدار غولدن”، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بالأول من أغسطس من العام الماضي خلال الحرب البرية على قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال قال إن أحد جنوده فقد في اشتباك مع القسام، قبل أن يرتكب مجزرة راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى من خلال قصف جوي وبري عنيف وعشوائي استمر لساعات بمئات القذائف.
ويتبين من تفاصيل الكمين القسامي أنه حدث قبل نصف ساعة من توقيت بدء سريان التهدئة الإنسانية الساعة الثامنة صباحا والتي رعتها الأمم المتحدة، واتهم حينها الاحتلال وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون حماس باختراقها.
وأوضح قيادي في كتائب القسام، خلال برنامج “رفح.. الاتصال مفقود” الذي عرضته قناة الجزيرة الفضائية، مساء الخميس، أن جيش الاحتلال لم يعلم بفقدان الضابط “غولدن” إلا بعد ساعتين من أسره.
ونوه بأن المجاهد القسامي توفيق مسعود الذي استشهد خلال الكمين، كان يرتدي زيا عسكريا مماثلا للزي العسكري الإسرائيلي، تركت جثته في مكان العملية وسحبها جنود القوة الإسرائيلية ظنا منهم أنها تعود لـ”غولدن” قبل أن يتكشفوا بعد نحو ساعتين أنها تعود لأحد المقاومين.
وقال: “على المحللين العسكريين تتبع هذه المعلومة وتحليلها”.
تفاصيل الكمين
وعن تفاصيل الكمين، الذي فقدت فيه آثار الجندي الإسرائيلي، أوضح قيادي آخر في كتائب القسام “أن أوامر صدرت لمقاومي القسام في المنطقة بالاستعداد لتأمين أحد الأكمنة على ضوء إعلان التهدئة.”
وأضاف أن اثنين من المقاومين خرجا من فتحة أحد الأنفاق بلباس مدني ودون سلاح، حيث لاحظ المقاومون جنود الاحتلال وهم يتقدمون من المنطقة الشرقية باتجاه الغرب، حيث كمين القسام وكانت الساعة وقتئذ 7:30 صباحا، أي قبل سريان التهدئة بنحو نصف ساعة.
وأردف بأن قيادة القسام أعطت الضوء الأخضر للمقاومين في الكمين بالانقضاض على جنود الاحتلال فقتلوا منهم اثنين، ثم بعد ذلك انقطع الاتصال بمجموعة المقاومين التي نفذت الهجوم.
وكشف أن أنفاق كتائب القسام مجهزة هندسيا لتنفجر في حال دخول أي جندي إسرائيلي، وكل روايات الاحتلال التي تزعم دخول جنود إسرائيليين إلى عين النفق للبحث عن هدار غولدن هي أكاذيب.
وتحدى القيادي القسامي “جيش الاحتلال أن يعلن سبب تأخره في توضيح ما جرى في ذلك اليوم“.
واحتوى البرنامج على مقاطع فيديو للقيادي وليد مسعود أثناء تدريبات وحدة النخبة في كتائب القسام، كما تم عرض مقطع فيديو يظهر لأول مرة القائد الشهيد محمد أبو شمالة وهو يتناول الطعام وإلى جانبه الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط” قبل إطلاق سراحه بعد خمس سنوات من أسره مقابل 1072 أسير وأسيرة عام 2010.
وكان الضابط هدار جولدن قد اختفت آثاره بعد وقوع قوته في كمين لعناصر من كتائب القسام شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة تلاه ارتكاب جيش الاحتلال مجزرة بحق المواطنين في المحافظة أسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة المئات بجراح.