العشرات من الشائعات شهدتها مصر منذ ثورة 25 يناير، مع انتشار حالة الثورة وحرية الرأي والنشر والاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي وهوالأمر الذي أكده خبراء لـ”رصد”، مبينين أن لها 4 أضرار على المجتمع والأمن القومي للبلاد، والتي تستهدف من نيل فئة أو نظام على حساب الوطن.
الأمن القومي
ويقول طارق البشري، المفكر الإسلامي، ان الشائعات لها أثر سلبي على الأمن القومي للبلاد، خاصة منذ ثورة 25 يناير، حيث تتردد الشائعات بسبب عدم وجود مصداقية وشفافية لدى الحكومات والنظام الحاكم، مؤكدا أن تلك الشائعات ليس لها قيمة، سوى لأصحاب المصالح القديمة في كل عصر، مثل الفلول عقب ثورة يناير، والمعارضة في عهد الإخوان، ومعارضي النظام الحالي أيضًا يمارسون الشائعات.
وأكد “البشري” -ان مثل تلك الشائعات في جميع المجالات السياسية أو الاقتصادية- لها خطورة كبيرة في التأثير السلبي على المجتمع، وذلك في حالة تعلق الشائعة بأمور مصيرية سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
كوارث اقتصادية
وأكد خبراء في مجال الاقتصاد أن الشائعات السياسية تؤثر بالسلب على اقتصاد الدولة؛ مما يؤدي إلى هبوط أسهم البورصة، وتدني الأرباح ما يزيد حجم الخسائر في المال العام، وتؤثر أيضا على المساعدات الممنوحة من الدول لمصر في ظل الأزمة التي تمر بها بعد الثورة.
وبادت الشائعات الاقتصادية بعد ثورة يناير منذ عهد حكومة الدكتور قنديل حتى اليوم والتي ابتدت بإعلان “الإفلاس الاقتصادي” ولجوء الدولة إلى الاستيلاء على أموال المودعين في البنوك لمواجهة الأزمة، بالإضافة إلى نية كبار رجال الأعمال تصفية أعمالهم والهجرة خارج البلاد وعلى رأسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، وزعمت بيع أجزاء من الأراضي المصرية لدولة قطر، ووصل الأمر إلى بيع الأهرامات وأبو الهول.
ويقول الدكتور ممدوح الولي، ان الشائعات السياسية لها أثر سلبي وتكاد تصيب الوطن بكارثة اقتصادية، وهبوط البورصة، حيث أن التعاملات داخلها قائمة على “السمعة” لتحقيق الضمان والاطمئنان، فإن تلك الشائعات أدت بالفعل لتدهور مؤشراتها التي باتت شديدة الحساسية إزاء أي خبر بسيط حتى وإذا ثبت عدم صحته.
كارثة على المجتمع
يقول الدكتور أحمد صالح، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمي: أن الشائعات لطالما يكون مصدرها غير معروف، ولكن ي ظل الصراع السايسي فمصدر الشائاعتس يكون من أحد الفصائل المتصارعة، فحينما تروج فئة شائعة تنتشر على لسنان المواطنين ويرددا اخرين نقلا عن فلان.
وأضاف “صالح” إن تلك الشائعات والنقل المرسل الغير موثق، يترك حالة من الانطباع السلبي على المجتمع سواء كانت الاشاعة سلبية أوإيجابية فالنتيجة واحدة، فمثلا عندما تنتشر شائعة ان قناة السويس ستدر مئة مليار خلال عام، فذلك الأمر يعطي دفعة معنوية إيجابية تتحول إلى أمر سلبي في النهاية سواء في شعور المواطن بالاستقرار، وكذلك شعور المستمر.
إثارة الفتن
ويقول الدكتور محمد محمد بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الشائعة تستهدف إثارة الفتن، ولو كان المقصود بها تلميع نظام أو حاكم، فالترويح الترويج للشائعات وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي له آثارها وانعكاساته السلبية على تماسك الوطن.
وطالب “بيومي” جميع المواطنين سواء في المعارضة أو النظام، الصدق مع النفس واعلاء مصلحة الوطن على مصلحة تيار أو فصيل أو نظام، لافتا إلى أن الشائعة تضر بمروجها في نهاية المطاف قبل أن تضر بالجهة المستهدفة، خاصة وان الفئة التي تسلم بالشائعة تنجرف نحو مسار يضر بالوطن.