– الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي في مصر
– الإعلان عن دولة كردية مستقلة سيكون قرارًا قاتم الآفاق
– أميركا تلعب دور الوساطة بين دول الخليج العربي وإيران
– السياسة الأميركية أخطأت عند تعاملها مع الأزمة السورية في بدايته
– السيسي يعتمد على القوة في تعامله مع التحديات السياسية التي تواجهه
– السياسة الأميركية في العراق تهدف إلى المصالحة بين الفصائل السنية والشيعية
– أحكام الإعدام في مصر ستُعمِّق الانقسام وستدفع بعض معارضي النظام نحو العنف
– مظالم الطائفة السنية، الشراكة مع المعارضة، الاعتماد على الشباب.. أسباب نجاح تنظيم الدولة
قال السفير الأميركي الأسبق ريتشارد ميرفي: إن الجنرال السيسي يتعامل مع التحديات السياسية التي يواجهها مستخدمًا القوة.
وأضاف “ميرفي” -الذي تركزت خدمته خلال عمله في الخارجية الأميركية بين عامي 1955و1989، على المنطقة العربية، في حوار خاص لشبكة “رصد”- أن الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي في مصر؛ لأنه سيُشعر المصريين بكونهم مواطنين وليسوا خاضعين.
وتحدث “ميرفي” -في حواره- عن العديد من القضايا الإقليمية والدولية المهمة؛ مثل: الأزمة السورية, والاتفاق الأميركي – الإيراني، والأحداث في العراق واليمن، والتغيير السياسي في المملكة العربية السعودية.
وإلى نص الحوار:
الأزمة السورية
* في البداية نود التعرف منكم على رؤيتكم وتقييمكم لسياسات الإدارة الأميركية تجاه سوريا وثورتها حتى الآن.
** أرى أن السياسة الأميركية أخطأت في تعاملها مع الأزمة السورية في بدايتها، وتحديدًا منذ بداية الربيع العربي؛ فلقد قللت واشنطن من الدعم الشعبي الذي يحظى به النظام السوري في ذلك الوقت في أوساط السوريين، ذلك الدعم القائم على تأييد سياسات النظام أو الخوف ممن سيأتي إلى السلطة في حال سقوط النظام، وهذا الخوف من المجهول يمكن تفهمه.
لقد سيطرت عائلة الأسد على القيادة السياسية لسوريا منذ عام 1970، وحرصت بشكل واضح على عدم حصول المعارضة السورية على موطىء قدم في البلاد، أما عن الفترة منذ أواخر عام 2011 وحتى الآن فقد كرست الإدارة الأميركية جهودها الدبلوماسية لتوحيد عناصر المعارضة السياسية المختلفة، وتشجيعهم على تقديم منصة سياسية بديلة تمثل الشعب السوري، والتحضير لنظام انتقالي؛ بيد أن هذه الجهود لم تثبت نجاحها حتى الآن.
وفيما يتعلق بتسليح المعارضة السورية -والكلام لـ”ميرفي”- فلقد تحرك الرئيس أوباما ببطء في اتجاه تسليح وإمداد عناصر المعارضة السورية “المعتدلة”؛ وذلك بسبب ترددها في التورط في حرب جديدة في الشرق الأوسط، وهو ما أثار انتقادات في أوساط كل من السوريين، والحكومات الإقليمية والأميركيين، علاوة على ذلك ناقشت الولايات المتحدة مع المعارضة السورية إعطاء الأولوية لوقف تقدم تنظيم الدولة.
تنظيم الدولة وأسباب النجاح
* ما أسباب نجاحات “تنظيم الدولة” في سوريا والعراق وتمكنه من إحراز المزيد من الانتصارات والسيطرة على المزيد من الأراضي واستمرار جذب مؤيدين على الرغم من دمويته الشديدة، من وجهة نظركم؟
** أرى أن ذلك التقدم له عدة أسباب؛ ففي العراق استغل “تنظيم الدولة” مظالم الطائفة السنية باقتدار؛ بسبب تعامل القيادة الشيعية في بغداد معها، وتلقى “تنظيم الدولة” الدعم من قبل ضباط صدام حسين السابقين الذين ساعدوه في عملياته العسكرية.
وفي سوريا قام التنظيم بعمل شراكة مع عناصر المعارضة الأخرى؛ لكن ما لبثت أن انتهت تلك الشراكة بسبب الخلافات الفكرية.
وبشكل عام استقطب التنظيم أنصاره من الشباب، وهم شريحة كبيرة في العالم العربي، خاصةً الذين يشعرون بالاستياء؛ بسبب عدم إشباع حكوماتهم لتطلعاتهم في الوظائف والمشاركة السياسية.
تقسيم المنطقة
* هل تدعم الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر قيام دولة كردية في المنطقة؟
** سيواجه قيام دولة كردية مستقلة مقاومة كبيرة من أنقرة، ودمشق، وبغداد.. لقد أحرز الأكراد في العراق قبولاً كبيرًا بحصولهم على الحكم الذاتي الشامل، لكن إعلانهم عن دولة كردية مستقلة سيكون قرارًا قاتم الآفاق.
* هل تتوقعون ذهاب سوريا نحو التقسيم في نهاية الأمر؟
** لا أستطيع التنبؤ بالشكل المستقبلي لسوريا.. سوف تمر سنوات قبل أن يكون هناك توازن جديد للقوى داخل حدود الدولة التي رسمتها القوى الدولية إجباريًّا أثناء الحرب العالمية الأولى، هذه الحدود -التي ترمز إلى بعض الفروق بين الشعب العراقي والسوري- ربما تستمر، وقد لا تبقى على قيد الحياة.
* هل الولايات المتحدة تدعم أم ترفض فكرة إقامة إقليم سني في العراق؟
** تهدف السياسة الأميركية في العراق إلى المصالحة بين الفصائل السنية والشيعية.
التغيير في السعودية
* من واقع خبرتكم في منطقة الخليج.. هل ترون أن التغيير على مستوى القيادة السعودية وإدخال المزيد من الأجيال الشابة في مستويات الحكم كافٍ لتحقيق استقرار سياسي في مستقبل المملكة؟
** بتعيين محمد بن نايف وليًا للعهد، خطت العائلة المالكة خطوة كبيرة من أجل وضع السلطة في يد الشباب.. العائلة المالكة السعودية مؤسسة مبهمة للمراقبين الخارجيين، وأنا لا أعرف مدى الاستياء الذي سبّبه تولي القيادة الجديدة داخل العائلة المالكة، خاصة بين الذين يشعرون بأنهم أولى بتلك المناصب، ومنذ عبد العزيز عملت العائلة على ألا تكون هناك منافسات كبيرة داخل العائلة المالكة.
* من وجهة نظركم هل نجحت حرب المملكة في اليمن في تحقيق أهدافها؟
** ليس بعد.. “لم تحقق أهدافها”.
شرطي الخليج
* هل الولايات المتحدة الأميركية تمضي قدمًا نحو إعادة دور طهران مثل السابق كشرطي للخليج؟
** لا.. أنا أعتقد أن الولايات المتحدة تهدف إلى لعب دور الوساطة؛ بحجة أن جميع الأطراف لديها الكثير لتكسبه أكثر مما ستحصل عليه في حال الصراع، وليس هناك رغبة كبيرة للولايات المتحدة للدخول في لعبة كبرى بالمنطقة.
* هل تعاون إيران وأميركا في مواجهة “تنظيم الدولة” والمضي قدمًا نحو اتفاق نووي سيكون على حساب حلفاء أميركا الخليجيين؟
** لا.. وقد أكدنا مرارًا وتكرارًا أننا سنظل مستعدين لدعم حلفائنا التقليديين ضد الاعتداءات الخارجية.
السيسي والإخوان
* كيف ترون أداء نظام المشير السيسي في مصر؟
** لم تتح لي الفرصة لزيارة مصر منذ تولي الجنرال السيسي المسؤولية، وهو لديه مهمة صعبة لتحديث الاقتصاد المصري، لكنه يعتمد على القوة في تعامله مع التحديات السياسية التي تواجهه.
* ما الصورة الذهنية عن جماعة الإخوان المسلمين حاليًا في الولايات المتحدة الأميركية على مستوى النخب الفكرية والدبلوماسية؟
** هناك اعتراف بأن الإخوان تتمتع بقدر كبير من الشعبية، أيضًا هناك إقرار بأن تصرفها (أداءها) أثناء وجود مرسي في السلطة كان ضعيفًا ولم يكن حاسمًا.
* من يُروِّج لنظام السيسي من وجهة نظركم في أميركا على مستوى النخب؟ وما صورته الحالية؟
** ليس لدي رأي حيال ذلك.
* كيف ترى أحكام الإعدام المتوالية في مصر؟ وهل تتوقع مضيَّ النظام المصري في إعدام قادة الإخوان أو حتى الرئيس مرسي؟
** آمل ألا تنفذ هذه الأحكام؛ لأن هذا من شأنه أن يُعمِّق الانقسام الحالي داخل المجتمع المصري، وسيدفع بعض معارضي النظام نحو العنف.
* هل تدعم الولايات المتحدة الأميركية الوصول إلى حل سياسي للأزمة المصرية؟ ومن وجهة نظرك الشخصية كيف يكون الحل؟
** بالفعل الولايات المتحدة تدعم الحل السياسي في مصر، وسيكون كلٌّ من التنمية الاقتصادية وفتح الأفق السياسي -الذي سيشبع رغبة المصريين بشكل أفضل في المشاركة السياسية الفعالة- ضروريين في المرحلة المقبلة، وبعبارة أخرى أن يشعر المصريون بكونهم مواطنين وليسوا خاضعين.
